للأب أنستاس ماري الكرملي
- 3 -
7 - القمس
تقدم لنا ذكر القمس، وقد ذكره غير واحد من فقهاء اللغة وجاء في بيت شعر، لأحد شعراء حلب في سنة 544 للهجرة (في 1149 و1150 للميلاد)، ما هذا نصه (في كتاب الروضتين ص 64 من طبعة باريس):
(واستقودوا الخيل عُربْاً واستقدتَ لنا، ... قوامِصَ الكْفر في ذلٍّ وفي صَغَرِ)
فيكون مفردها هنا: (قوْمَص)، ولاتينيتها بمعنى الفرنسية. وجاءت أنثاها (قوْمَصِيَّة). قال في الكتاب المذكور، (ص 199): (وأخو صاحب جُبَيل، وابن القومصية) - وفي ص 200: (وأما ابن القومصية فأنه استفكته أمهً)
وقال في ص 191: (ووصل في هذه السنة (573 هجرية 1177 و1178 م)، إلى الساحل من البحر، كند كبير يقال له اقلندس، (صوابه إفِلبُّس أكبر طواغيت الكفر) وفي ص 257و 258، ذكر القومص خمس مرات، والقومصية مرة واحدة، ثم تكرر ذكر القومس مراراً عدة وفي ص 271 ذكر (الملك وكفود) وهو جمع كند ثم تكررت هذه الألفاظ باختلاف وجوهها، لكنها لم تختلف عما ذكرناه هنا فلا حاجة لنا إلى الإكثار منها
ولم يذكر أرباب المعاجم هذه المفردات جميعها وبلغاتها في دواوينهم. فقد قيدوا أشياء منها وأهملوا شيئاً آخر. فأما ما قيدوه فالقموس. قال السيد مرتضى: القومس كجوهر الأمير بالنبطية. نقله الصاغاني عن ابن عباد؛ وقال الأزهري: الملك الشريف. . . وقيل: هو الأمير بالرومية
قلنا: وهذا هو الصحيح، لا من اللغة النبطية، وإن كانت هي السبب إلى نقلها إلى العربية، ومعناها الأصلي في الرومية الرفيق، لأنه كان في بادئ الأمر يرافق الملك في حروبه وتنقلاته ثم أطلق على الأمير؛ ثم قال الشارح: والقمَّس كسكَّر: الرجل الشريف. كذا نقله الصاغاني وهو قول ابن الأعرابي وأنشد: