للأستاذ محمد الأخضر العيساوي
جاء في الرسالة الغراء عدد 385 مقال عنوانه (السنوسيون) للأستاذ حسين جعفر بعضه صحيح وبعضه مبالغ فيه وبعضه الآخر خطأ.
وإلى القارئ ما جاء من أخطاء في مقاله الأول، قال: (خلف السيد السنوسي الكبير المولود بالجزائر ببلد مستغانم سنة 1202هـ والمتوفى بالجغبوب سنة 1276هـ ولدين الأكبر محمد الشريف والثاني محمد المهدي) والصواب العكس لأن السيد محمد المهدي هو الكبير حيث ولد بماسة بالجبل الأخضر سنة 1260هـ والسيد محمد الشريف هو الصغير لأنه ولد بمدينة درنة سنة 1262هـ
وقد استمر الكاتب في الكلام إلى أن قال: (ويقال إن الولد الأصغر أظهر ذكاء وكفاءة أكثر من أخيه ولذلك قرر الوالد أن يختبرهما أمام جميع الأخوان في الجغبوب فأمر ولديه أن يتسلقا نخلتين عظيمتي الارتفاع وسألهما باسم الله ورسوله أن يقفزا إلى الأرض، فقفز المهدي في الحال ولم يصب بسوء في حين رفض الأكبر): والحقيقة أهذه القصة كلها لا أصل لها، وقد جاء فيه أيضاً: (ويجب إلا يخفى أن الثورة التي كانت حدثت في سنة 1888 سنة 1889 في (دارفور) من الخليفة عبد الله التعايشي كانت باسم السنوسي) وحقيقة الحال انهم لم تكن باسمه ولا كان له دخل فيها. والدليل على ذلك ما جاء في جريدة (الجزيرة) التي تصدر بشرق الأردن بتاريخ 23 ذي القعدة سنة 1359 الموافق كانون الأول سنة 1940 بقلم المجاهد الكبير علي باشا العابدية المهاجر بتلك الديار وهو من أتباع السنوسيين المطلعين على بواطن الأمور حيث قال فيها (تنبؤ السنوسيين بمستقبل الإنكليز) عند قيام مهدي السودان على المصريين والإنكليز سنة 1888 أرسل إلى السيد المهدي السنوسي رسولاً في إعلان الجهاد وإن يكون خليفة من بعده، ولكن السيد المهدي رفض ذلك لسببين (الأول) أن الحكومة المصرية حكومة إسلامية (والثاني) أنه كان يعتقد أن الطليان سيستولون على طرابلس وبرقة وأنه سيأتي يوم يقوم فيه الإنكليز بمحاربة الطليان في طرابلس وبرقة وسيمدون إلى الأمة الطرابلسية البرقية يد المساعدة لتخليصها من محنتها. . . الخ). وكتاب السيد المهدي لعبد الله التعايشي في هذا الموضوع مذكور في