مجله الرساله (صفحة 28861)

مركزنا من التاريخ، ولكن كم كان ذعرنا شديداً حينما رأينا عجلة التقدم تقف بنا عن المسير. إن الدين الثقيل الذي تطالبنا به إدارة السواحل يثقل كاهلنا ويحرمنا نحن الفقراء المفلسين نصيبنا الضئيل من الحياة. فلا تستطيع أمتنا البائسة أن تزحزح عنها أثقال الهمجية التي ترزح على صدرها كالصخرة الشماء، فتخنق أنفاسها حتى الممات.

مالطة البلطيق

(ملخصة عن (لابرس دي تونسيا))

إن السر في حملة السوفيت على فنلندا هو رغبتها في الحصول على مركز وطيد في الأرخبيل الواقع بين فنلندا والسويد. وقد يجهل الكثير من سكان أوربا الذين يعيشون بعيداً عن منطقة بحر البلطيق أهمية جزر آلند التي يعد موقعها من الناحية الحربية كموقع جزيرة مالطة في البحر الأبيض المتوسط.

تتكون هذه الجزر التي قضت عصبة الأمم سنة 1921 بأن تظل محرومة من التحصينات، من ستمائة جزيرة صغيرة، مائتين منها يعمرهما السكان الذين يبلغ عددهم 28. 000 نفس كلهم من الصيادين.

وتقع هذه الجزر على بعد 50 ميلاً من الشاطئ الفنلندي، و25 ميلاً من السويد و350 ميلاً لننجراد و700 ميل من موسكو و350 ميل من دانزج و300 ميل من ممل و400 ميل من كوبنهاجن. وعاصمتها (ماريهامن) وهي مدينة صغيرة للصيد، ينتشر على أرضها بعض المساكن الخشبية، وتفوح منها رائحة الأسماك الشديدة.

ونظراً لاستقالة عضوين من أعضاء عصبة الأمم (ألمانيا وإيطاليا) التي عرضت عليها مشكلة جزائر آلند أصبح من المستحيل على فنلندا أن تحصن هذه الجزر. إلا أن الاتفاق الألماني السوفيتي قد أتاح لفنلندا في الأيام الأخيرة أن تنال موافقة باقي الأعضاء (بريطانيا العظمى، وفرنسا، واستونيا، والدنمارك) على تحصينها، فقامت حامية صغيرة لحماية ماريهامن وأعد أسطول خاص لحماية الجزر. ومما لا شك فيه أن وجود قوة من البحرية والطيران في جزائر آلند يجعل من السهل على أية أمة أن تسيطر على شمال غربي أوربا. فمن هذه الجزائر تصد أي غارة للسوفيت ودول البلطيق، ويسهل تهديد الدنمارك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015