للارتفاع يرجع إلى التفاوت الذي بين وزن هذه ووزن
الجزيئات الغازية، فمثلاً يكفي أن ترتفع في سائل يحوي كرات
من التي قطرها كسر من الميكرون (وهي الكرات التي
صاغها (بيران)) حوالي 201 من المليمتر حتى ينقص عدد
الجسيمات في الحجم الواحد إلى نصف عددها الأول حين يجب
أن ترتفع في عامود من الغاز مثل الأوكسجين حوالي خمسة
كيلومترات لينقص عدد الجزيئات في الحجم الواحد إلى هذه
النسبة، وهذا يحملنا على التفكير في أن وزن أحد هذه
الجسيمات التي استخدمها بيران يصح أن يكون حوالي مائة
مليون مرة قدر وزن الجزيء من الأوكسجين
والواقع أنه كان من الميسور أن يصل الباحثون إلى علاقة تربط نسبة عدد جسيمات ميكروسكوبية متروكة في سائل تتوزع فيه مع عدد (أفوجادرو) السابق الذكر، وهي علاقة يمكن استنتاجها من العلاقة أو المعادلة التي سبق أن نوَّهنا عنها في الغازات التي ذكرناها في مقالنا السابق، وهذه العلاقة الثانية التي نذكرها في هامش هذه الصفحة هي علاقة تجد في أحد طرفيها النسبة بين عدد الجسيمات الميكروسكوبية أي الكولويدية الحائرة في السائل في موضعين مختلفين، وتجد في الطرف الثاني عدة متغيرات وثوابت، أهم ما في هذه الثوابت عدد (أفوجادرو) الذي ذكرناه والذي هو محل بحثنا
ولعل القارئ يرى أن وزن هذه الحبيبات أو حجمها الذي في استطاعتنا الوصول إليه هو الوصلة للأوزان الذرية التي يعتبر الوصول إلى وزنها بالذات خارجاً عن طوقنا
ولا ريب في أنه يعوزنا كتاب كامل لنشرح للقارئ العقبات