مجله الرساله (صفحة 28561)

وعمت المدنية الاجتماعية أمكن أن توزع ملكية الأرض على نظام عادل

تلك هي أقوى الأصول التي كانت تنبت عليها سياسة القصر في ذلك الحين، ولا يعلم غير الله مقدار أثر المستشار في وضع هذه السياسة

لقد كان المرحوم رستم حيدر عنيداً في رأيه صليباً في خطته. والعناد والصلابة صفتان لا يحسنان فيمن يتولى أمراً بالعراق

دخلت عليه ذات يوم من عام 1932 وهو وزير المالية أسأله أن يرد على صديقي أمير بني تميم ما أخذته الحكومة من أراضيه الملتزمة وهو يبلغ خمسة عشر ألف فدان، فأجلسني إلى جانبه عن يسار المكتب الذي سفك عليه دمه منذ أيام؛ ثم أخذ يقنعني بالحجج والشواهد أن الحكومة محقة وأن الشيخ مبطل. ثم عزا المصادرة إلى أمور تتعلق كلها بسلامة العشيرة وإقامة العدل. ولم ير نفسه في حاجة إلى ذكر السبب الأول وهو أن سيد تميم عضو قوي في حزب المعارضة! فأدهشتني جرأة الوزير وأعجبتني لباقته، وعجبت كيف يصر على مناوأة الشيخ وفي سبيل خمسة عشر ألف فدان تخشى الخصومة! ولكنه نجا من مناوأة الأمير لأنه طالب مجد، ولم ينج من مناوأة الموظف لأنه طالب قوت

أحمد حسن الزيات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015