مجله الرساله (صفحة 28348)

144

عن جريدة حشرة الملاريا

أنا أدعى أنوفيل ولست يونانيا أو مصريا بل أنا دولي ونحن نسكن في جميع الأقطار ويخشى الناس بأسنا في كل مكان

لقد مضى زمن كنا فيه أقوى من الملوك والقواد وكنا حال ظهورنا

مرهوبين كالموت نفسه

آه كم كنت أتمنى لو كنت من جملة السرب الذي قهر بريروس في إيطاليا وطرد الموغول الكبير باربار البنجابي.

فان حشرة واحدة منا تكفي لكي تمحي تماما كل المشاريع الجميلة والسبب كان خفيا لأن هذه الحشرة كانت تعمل في الظلام

ولكننا لم نركن إلى الهدوء خلال هذه القرون الأخيرة فلا يمكن إحصاء المشاريع التي أخفقت بسببنا والسكان الذين محوناهم فنحن نعكر صفاء كل شيء. فلا يزال الإنسان يبني ويهتم بأشغاله وبملذاته وبغتة أظهر أنا أنوفيل وأنا أطن فرحا بهدوء مفتشا عن محل صغير جميل حيث أركز بسرور وأحفر حفرة صغيرة جداً في جلد المسكين فامتص بعض نقط صغيرة من الدم وينتهي عملي فأعيد الكرة وأهدم في ثانية واحدة عملا دام سنين طوالا يظن أني بعوض اعتيادي ولا يعرف أني أنا الأنوفيل ولكن عندما يرتجف من الحمى حينئذ فقط يذكرني

ولكن خطراً كبيراً يهددنا. فيكفي حسب رأي لجنة الملاريا في جمعية الأمم 400 ملليجرام يوميا مدة موسم الحميات حتى يقي الإنسان نفسه من العدوى التي أحملها أنا وقد وصفت هذه اللجنة لمعالجة إصابة الملاريا كمية جرام واحد أو جرام وثلاثين سنتجرام من الكينا يوميا للأخذ منها مدة خمسة أو سبعة أيام فسمي ليس له هذه المقدرة كي يقاوم علاجا بهذه القوة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015