لبعض ما جرى على قلمي في حديث الرمزية معنى ومبنى (راجع الرسالة رقم 312 ص 1271) وقد تعذَّر على المقتبس أن ينكر ذلك، فقال يتعذر: (إنني حين أكتب بالعربية فأنا أكتب بلغةٍ غير لغتي الأصلية، ومن هنا بعض ما يجئ على قلمي من التعابير الخاصة لكتاب اليوم استدراكا للمعنى الذي في ذهني. . .) (الرسالة رقم 313 ص 1331)
والحق أن الأستاذ أدهم يقتبس المعنى فضلاً عن المبنى. ومن مقتبساته الأخيرة أنه أغار على نقدي لكتاب صديقي محمود تيمور وعنوانه (فرعون الصغير) فقد كتبت في مقتطف يولية الأخير (ص 252 أول باب المكتبة): (في فرعون الصغير تخف وطأة الواقعية بحيث لا تملك على بعض القصص مداخلها ومخارجها. ففي القصة الأولى وعنوانها (فرعون الصغير) يشغل خيال المكان الأول حتى إنه يردّ القصة إلى لون معروف هو اللون التخيلي وفي القصة (المخ العجالي) يسطو اللون الباطني المستمد من علم النفس الفرويدي على المجري الواقعي للحوادث والأحوال). ثم كتبت: (بهذه المجموعة من الأقاصيص تأخذ طريقة الأستاذ محمود تيمور، على ما يبدو للناقد، في جهة جديدة. وذلك أن تيمور كان منصرفاً إلى طريقة الواقعية)
وإليك الآن ما نشره الأستاذ أدهم في الرسالة (العدد 319 ص 1621 و1622): (. . . وأقصوصة فرعون الصغير يبرز فيها اللون التخيلي حيث يتغلب على بناء الأقصوصة الجو الخيالي. وفي الأقصوصة الثانية وهي (غريم) تجد تيمور بك يقيم هيكل أقصوصته على أساس من تنازع العواطف. وهذا اللون الباطني، وإن كان خفيفاً في هذه الأقصوصة، فهو يعود إلى علم النفس الحديث، والتأثر بالفرويدية واضح فيها) (ص 1622 ع1 س 9 - 12؛ 20 - 24). ثم كتب: (وهكذا يمكنك أن ترى من مجري حوادث الأقاصيص أن التخيلية من جهة والباطنية من جهة أخرى أخذت تطغى على الواقعية الساذجة ولكن بدون أن تفوقها وهذا التطور عند تيمور بك طبيعي. . .) (ص1622 ع2 س3 - 6) ذلك ما جاء على قلمي في أول يولية وما جرى به قلم أدهم في الرابع عشر من أغسطس. والموازنة ميسورة للقارئ
على أني أظن أن فطنة المقتبس حدثته بأن يبدَّل من الأصل فمسخه. ألا تراه ينسب (اللون الباطني) الذي أصبته في قصة (المخ العجالي) إلى قصة (غريم)؟ ثم ألا تراه يجعل الكلمة