مجله الرساله (صفحة 24845)

الحقائق العلمية الجافة؛ بل يجعل حكمه نتاج الذوق المهيأ للحكم بمعرقة واسعة، وتأمل دقيق، وتقدير لأحوال الأدب بليغ، فيكون حكمه خلاصة العلم، ونتيجة الذوق الذي لابد منه في تقويم الأدب

- 3 -

لم يكن تاريخ الأدب على هذه الشاكلة معروفاً لدى القدماء؛ وإنما كان سبيلهم جمع تراجم الشعراء والكتاب، وتبيين محاسنهم ومساوئهم، والاستشهاد ببعض أقوالهم، ولم يكن قولهم موصلاً مستوعباً يؤلف صورة عامة للأدب في عصر أو عصور ولا كان التعليل قيها مطرّداً. فكان عمل المؤرخين تراجم متفرقة ينقصها الجمع والمزج والترتيب والتعليل. فهي مصادر لتاريخ الأدب لا تاريخ

ومن الكتب التي ألفت على هذا النمط:

1 - طبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي المتوفى سنة 231

2 - الشعر والشعراء لابن قتبية المتوفى سنة 276

3 - معجم الشعراء للمرزباني المتوفى سنة 384

4 - يتيمة الدهر في شعراء العصر لأبي منصور الثعالبي المتوفى سنة 429

5 - الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام الأندلسي المتوفى سنة 429

6 - دمية القصر لأبي الحسن الباخرزي المتوفى سنة 467

7 - قلائد العقيان للفتح بن خاقان الأندلسي المتوفى سنة335

8 - مطمح الأنفس للفتح بن خاقان الأندلسي المتوفى سنة 335

9 - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر لصدر الدين المديني من رجال القرن الحادي عشر

10 - ريحانة الألباء لشهاب الدين الخفاجي المتوفى سنة 1069

- 4 -

وتاريخ الأدب كما نعرفه اليوم عرفه الأوربيون في عصر نهوضهم؛ سبق إليه الإيطاليون وسار على أثرهم الأمم الأخرى ولا سيما الفرنسيون. ولهم فيه طرائق مختلفة مبنية على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015