والدين) أبواباً في المروءة. بل هنالك كتاب أُفرد لها، عنوانه (مرآة المروءات) لأبي منصور الثعالبي (مصر 1898). ومن المصادر المطوية كتاب (مرآة المروّات) لعلي بن الحسين ابن جعدويه، كتبه للوزير نظام الملك (456 - 485هـ) وكتاب ابن جعدويه مُجرىً على أسلوب كتاب الثعالبي مع ميل إلى الناحية الدينية بل الصوفية. وقد اهتدى إلى مخطوط ابن جعدويه المستشرق الأستاذ تيشنر فوصفها في المحلة الاستشراقية (الجزء الخامس 1932).
والذي في نيتي ههنا أن أنشر مصدرين آخرين. أما الأول ففصل في المروءة والسؤدد من مخطوط عنوانه (كتاب مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب وبدايع الأوصاف وغرايب التشبيهات) لمجهول، وقد أصبته في المخطوطات المخزونة في دار الكتب الوطنية في ليدن ورقمه 409.
وأما الثاني ففصل في المروَّة من مخطوط مخزون في أيا صوفيا تحت رقم 2049 ويقع في ص206. وقد أشار الأستاذ تيشنر إليه في المقال المنشور في المجلة المذكورة، ثم بعث إلي وسمح لي بنشرها، فله الشكر.
وفي المصدر الأول تعريفات وأقوال في المروءة على أنها لون من ألوان السيادة وشرط من أشراطها وأما الثاني ففيه محاولة لرد معنى المروءة إلى المدلول الأصلي من ناحية الاشتقاق ثم نظرة (أخلاقية) في شأنها، طرافتها ذلك التفريق الذي بين المرأة والرجل.
ا - مخطوط ليدن
(ص11) (الفصل السابع في السودد والمروّة)
(قال النبي صلى الله عليه وسلم: تجافوا عن عقوبة ذوي المروة ما لم يقع حداً. وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. قيل لقيس ابن عاصم: بِمَ سدت؟ قال: ببذل الندى، وكف الأذى، ونصر المولى. وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: إن للناس وجوهاً يرفعون حاجة الضعيف فأكرمهم. وقال عليه السلام: أقيلوا الكرامَ عثراتِهم. قال معاوية لابنه يزيد: ما المروة؟ قال: إذا ابتليت صبرت، وإذا أنعم عليك شكرت، وإذا قدرت عفوت. قال: أنت مني، وأنا منك. وسئل بعض الحكماء عن المروة، فقال: إسرار ما تحَب (تحِب) أن تعلن، ومواطاة القلب اللسان. وقيل: المروة ألا تعمل شيئاً في السر تستحي منه في العلانية. يقال: