مجله الرساله (صفحة 24529)

الأمر نقداً مبهماً غير معلل كقولهم: فلان أشعر، وهذه القصيدة أحسن؛ أو نقداً لمعان جزئية أحسن فيها القائل أو أساء

ثم حاول العلماء منذ القرن الثاني أن يصفوا طرائق البيان، ويحدّوا حدوده ويبينوا معالمه فكتبوا في البيان وأكثروا ودعموا دعاويهم بكثير من المنظوم والمنثور

ونجد النقد عندهم مفرّقاً في الكتب الآتية وأمثالها:

1 - كتاب البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن الجاحظ المتوفى سنة 255

2 - كتاب نقد الشعر وكتاب نقد النثر لقدامة بن جعفر المتوفى سنة 335

3 - الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني المتوفى سنة 392

4 - كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري للحسن بن بشر الآمدي المتوفى سنة 370

5 - كتاب العمدة في صناعة الشعر ونقده لابن رشيق القيرواني المتوفى سنة 456

6 - كتاب أسرار البلاغة ودلائل الأعجاز لعبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 471

7 - كتاب المثل السائر في أدب الشاعر والناثر لضياء الدين ابن الأثير المتوفى سنة 637

تناول هؤلاء البيان من جهاته المختلفة ألفاظه ومعانيه وأساليبه وحاولوا جهد الطاقة أن يبينوا النهج للبلغاء ويصفوا القواعد التي يبنى عليها الكلام البليغ

ولكن نُقادنا لم يتناولوا المباحث العامة التي تبين وجهة الأديب ومقاصده، وموضوعاته وصلة الكلام بقائله وصلة القائل ببيئته

وقد عنى بهذا الأوربيون منذ عصر النهوض، وتوسع فيه الفرنسيون منذ القرن السابع عشر الميلادي حتى نبغ منهم في القرن التاسع عشر ثلاثةُ يعدّون أئمة النقد الأدبي حتى اليوم. وهم:

1 - سنت بوف وأساس مذهبه معرفة الصلة بين الأدب ونفس الأديب، وجعل النقد تاريخاً للعقول والأنفس يتعرفها في آثارها ويكشف عن خباياها

2 - تين ومذهبه يعني كثيراً بمعرفة البيئة التي نشَّأت الأديب ليتوسل بها إلى معرفة الأديب نفسه

3 - برنتيير ومذهبه أن البلاغة قائمة على التدرج والتطور كالحيوان والنبات وعمل الناقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015