وكنيسة ريودي جانيرو، وباهيا، وبونس أيرس، وليما، وسانتياجو حيث توجد الكاتدرائية العظيمة (1647 - 1748)، واختلف المجموع الإنشائي في كل منها اختلافاً يحتاج إلى التفصيل الذي لا يتسع له المجال لاتصاله بأصول العمارة.
وقد لوحظ أن فن العمارة الذي انتقل من إنجلترا وهولندا إلى أمريكا كان أميل إلى الناحية العملية منه إلى الناحية الفنية لجملة أسباب؛ منها أن الذين هاجروا إلى (الدنيا الجديدة) كان معظمهم ممن ضاق بهم العيش في بلادهم، أو من الذين اتسع لهم مجال التبسيط على اعتباره تجديداً، فضلاً عن العطش والرغبة الصادقة في الاستغلال السريع. أما الأسبان الكاثوليك فقد ظلوا سائرين في اتجاههم المعماري الذي مال إلى الزخرفة والتنميق؛ فترى في المدن الجديدة التي منها سانتافيه أمثلة عدة تؤيد ذلك.
وبينما اتجه الفن المعماري في الجنوب اتجاه البلاد الكاثوليكية كما هو الحال في كاتدرائية نيو أورليانز (1792 - 1794) التي لا يخرج طراز بنائها عن كونه خليطاً من العمارة الكلاسيكية الفرنسية والعمارة القوطية إلماماً؛ نراه اتجه في الشمال نحو البعد عن الزخرفة والميل إلى تبسيط الواجهات. وهذا يؤيد ما يلاحظه المشاهد المدقق على كنيسة كرست في فيلادلفيا التي تم بناؤها سنة 1727 والتي يذكرنا مظهرها الإنشائي العام بالتصميمات التي حملت طابع المعماري الإنجليزي كرستوفرورين في لندن، وكذلك بيت البلدية في بوستون والبيت الأبيض في واشنجطون، كلاهما حمل مظهر البساطة والرغبة في جعل المباني عملية أكثر منها فنية، فكانت متأثرة بالفن الهولندي المجرد.
أما في القرن لتاسع عشر فقد كان تأثير العمارة الأوربية عم وأكبر، وذلك بالنظر إلى كثرة المعماريين الذين ذهبوا إلى أمريكا. وقد ظهر أثر الفن الكلاسيكي على أشده في البناء الرائع المسمى كابيتول واشنجطن (ش 4) الذي ابتدأ بناؤه سنة 1793 والذي جعلت أعمدته من الطراز الكورنتي والتي أقيمت فوق أعتابها القبة فارتفعت عن الأرض تسعين متراً. على أن هذا البناء ليس الوحيد من نوعه الذي حمل هذا الطابع وهذه الروعة؛ فهناك مشيدات أخرى مثل بيت الاختراعات في واشنجطون ودار الجمرك في بوسطن وفي نيويورك وغيرها في فيلادليفا، كلها شاهد على هذا الاتجاه.
ونجد أيضاً أثر الطراز الرومانتيكي ظاهراً في التكوين الشكلي العام للكنائس وغيرها من