مجله الرساله (صفحة 23824)

على شيء فلا يدل على أكثر من التربية الناقصة، والغرور الفاضح بمعلومات واهية لا تثمن ولا تغني إذا كان هذا هو تأثيرها في نفس تلك السيدة الجميلة الوجه الأنيقة الهندام الشرسة الطباع المغالية في تشويه جمالها الطبيعي بإسرافها في استعمال الأصباغ.

على أني أهيب بالقارئة الكريمة ألا تستخلص من هذا أن جميع سيدات اليونان المتعلمات كهذه الأمثلة التي اتفق أن رأيتها. إن من بينهن مثقفات أنيقات بحق عالمات بصدق. ولعل ذلك يتجلى في الشقيقات الثلاث الموجودة صورتهن بين هذه الصفحات.

وإن أنس لا أنس أبداً مناظر السيدات اليونانيات اللاتي اشتركن في الاحتفال بعيد الإنقاذ القومي في 4 من أغسطس 1938

لقد أتت من أجله السيدات اليونانيات من جميع أطراف بلادهن من الجزائر ومن القرى، كل فريق له طابع خاص وشخصية مميزة، ويتفق الجميع في الحسن والرقة، وحسن ذوق الأزياء التي ارتداها ممثلو وممثلات نحو مائة مكان باليونان.

وكلها يقصر دونها الوصف ويعجز عن شمولها الخيال، منها ما مثل اليونان القديمة، ومنها ما يزال يستعمل إلى الآن من تلك الأجيال السحيقة. فدعاني هذا إلى التفتيش في التاريخ اليوناني القديم، ليتسنى للقارئات استخلاص موازنة لأنفسهن بين المرأة اليونانية الحديثة والمرأة اليونانية القديمة. وموعدنا الأسبوع القادم إن شاء الله.

زينب الحكيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015