مجله الرساله (صفحة 23488)

وإن قلب الرئيس ليلتفت إليه في هذه المحنة كأنما يلتفت من إلهام. لقد برهن جرانت على كفايته في بعض المواقع وإن لم تكن بذات بال، وحسبه النصر فيها على أي حال، ولعله لا يتخلف عنه النصر إذا ألقيت على عاتقه القيادة في غيرها من المعارك الكبيرة. . . لقد استطاع أن يستولي على حصني هنري ودونلسن على نهر المسيسبي في فبراير من عام 1862 سنة الكروب والهزائم واستطاع كذلك أن يحمل الجنوبيين في أبريل على التراجع في معركة حامية حدثت في أبريل من تلك السنة

وكان الرئيس لا يعرف جرانت معرفة شخصية، ولكن هاتيك الانتصارات في أوقات عز فيها النصر تنم عن كفاية، وتدل على بطولة، وإن عين الرئيس البصيرة لتستشف من وراء تلك الأخبار الرجل المرجو. . . وإذا فليرسل الرئيس إليه وليعطه الراية ولينتظر النصر على يديه

ولكن بعض الرجال يلقى إلى الرئيس من أنباء ذلك الرجل أنه بابنة العنقود مولع حتى ما يفيق منها إلا قليلا، فاستمع إلى الرئيس وقد هداه قلبه الذي لا يكذبه ودلته بصيرته التي لا تخطئه، استمع إليه يقول لهؤلاء الناس (أرجو أن تدلوني: أي نوع من أنواع الويسكي يشرب ذلك الرجل لأرسل منه دنا لكل قائد من قوادي الآخرين)!

أيقن الرئيس أن سوف تنقشع السحب ويتنفس الناس الصعداء، فلئن لم يكن لهم إلا ثقتهم في رجلهم، لقد امتدت عيناه البصيرتان إلى القائد الذي يكون في ميادين القتال مثل ابراهام في البيت الأبيض، رشيدا لا يزوغ بصره، قويا لا يكل عزمه، ثابتا لا يخف حلمه، حكيما يعرف ما يأخذ مما يدع، جريئا مؤمنا يرى الحياة الحقيقية في أن يموت في سبيل مبدئه. . .

(يتبع)

الخفيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015