مجله الرساله (صفحة 22953)

حذوهم أهل الإسكندرية والصعيد

وعلى الرغم من هذا كله فقد استطاع مروان أن يدخل الجيزة، ومن ثم شرع في محاربة الجند العرب في الحوف الشرقي وفي الإسكندرية والصعيد، وفي قمع فتنة القبط في رشيد، ثم قدم صالح بن علي العباسي (10 ذو الحجة 132هـ) في إثر مروان، فسار هذا إلى بوصير، في كورة الأشمونين (من مديرية بني سويف) فوافاه صالح بن عديَّ في جيوشه وقتله (الجمعة 23 ذي الحجة سنة 132هـ) ثم تعقب ذوي قرباه والممالئين له في هذه البلاد، ودخل الفسطاط (23 المحرم سنة 133هـ)، وبذلك زال سلطان بني أمية وتوطدت دعائم الدولة العباسية. ولا شك في أن لقيام جند العرب في مصر في وجه مروان أثرا ظاهرا فيما أحرزه صالح بن علي العباسي من نصر معجل على مروان، مما أدى إلى زوال سلطان بني أمية زوالا لا رجوع بعده

استعمل العباسيون اسم الشيعة أداة لإزالة الخلافة الأموية، فلم يكد يتم تأسيس الدولة العباسية حتى قام النزاع بينهم وبين العلويين الذين أخذوا يكيدون لهم بالسيف حيناً وبالحيلة حيناً آخر. وفي خلافة المنصور (136، 158هـ - 754، 775م) دعا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي المعروف بالنفس الزكية إلى نفسه سراً، وتلقب بأمير المؤمنين. ثم ظهر في سنة 145هـ بعد أن صادفت دعوته نجاحاً عظيماً في مكة والمدينة، حيث اعترف الناس بإمامته، وأفتى الإمام مالك بأحقيته بالخلافة من أبي جعفر. ومن المدينة أرسل أخاه إبراهيم إلى البصرة لنشر دعوته

ولكن محمداً لم يعش حتى يرى نتيجة دعوته، فقد مات على يد ابن موسى العباسي، فدعا أخوه إبراهيم إلى نفسه، وشد أزره كثير من فقهاء البصرة وغيرهم من ذوي الرأي والجاه، وانضوت المعتزلة والزيدية تحت لوائه وعاونه الإمام أبو حنيفة وراسله سرَّا. وبهذا كله تمكن إبراهيم من الاستيلاء على واسط والأهواز وفارس

بيد أن حياته آلت إلى ما آلت إليه حياة أخيه من قبل. فقد قتله عيسى بن موسى (الاثنين أول ذي الحجة 145 هـ - 682م) في موقعة باخمرا التي بين الكوفة وواسط. ولقد ظهرت دعوة ابن عبد الله في مصر وتابع كثيرون من أهل هذه البلاد ابنه علي بن محمد الذي أنفذه أبوه لنشر الدعوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015