ودنا من السائل، فهمس في أذنه. . .
- يا أبا فلان؟ ألا تؤجرنا دارك التي في (الشاغور)؟
ففتح الأعمى عينيه. . . فنظر في وجهه. فلما عرفه قال:
- بلى، ولكني لا أنزل بها عن عشرين ليرة ذهبية. . .
- قال رفيقي: ألم تؤجر الدار الأخرى بثماني عشرة؟ فهذه مثلها. . .
- فقال: هو ما قلت لك. . .
وعاد يصيح بنغمته القبيحة المملة، وصوته الأجش الخشن:
(من مال الله يا أهل الخير، والله جوعان، الله لا يجوعكم! والله كاس العمى صعب. . .)!!
علي الطنطاوي