مجله الرساله (صفحة 22517)

تاريخ الحياة العلمية

في جامع النجف الأشرف

للأستاذ ضياء الدين الدخيلي

(تابع)

وتدل الآثار أنه كان في عهد عضد الدولة حول القبر الشريف العلوي مدرسة إسلامية فيها الفقهاء والقراء يتعاهدها بخيراته ذلك الملك العمراني المحب للعلم وأهله

ففي فرحة الغري عن يحيى بن عليان الخازن بالقبر الكريم أنه وجد بخط ابن البرسي المجاور بمشهد الغري على ظهر كتاب بخطه: قال توجه عضد الدولة عام 371هـ إلى المشهد الشريف الغروي وزار الحرم المقدس فكان مما فرقه ألف درهم على الناحية (الذين ينوحون على الحسين) وثلاثة آلاف درهم على الفقراء والفقهاء. وروى ابن مسكويه في تجارب الأمم (ص407ج6) وابن الأثير (ص234ج8) أنه في عام 369 أطلق عضد الدولة الصلات لأهل الشرف والمقيمين بالغري وغيرهم من ذوي الفاقة وأدرت لهم الأقوات

وفي أثناء عهد عمارة عضد الدولة حصل حادث مهم في تاريخ جامع النجف الأشرف كان له الأثر الفعال في تمركز التدريس فيه، فقد هاجر إلى الغرب العلامة شيخ الطائفة محمد أبو جعفر الطوسي فأقام نهضة علمية كبرى ونظم الحركة الفكرية وقواها ورفع منار الثقافة الإسلامية فأم النجف الأشرف من سائر أقطار الشيعة جمع غفير ليرتشفوا أفاويق العلم، وقد صارت في ذلك اليوم مركزاً مهما من مراكز العلوم الإسلامية الكبرى وأنشئت فيها المدارس الكثيرة والمكتبات من قلب سلاطين الشيعة ووزرائهم وأهل الثروة والعلماء أنفسهم

قدم الطوسي عام 408 فدرس على الشيخ المفيد ببغداد مدة حياته وبعد موته على السيد المرتضى صاحب الأمالي، وكان السيد يجري عليه شهرياً اثني عشر ديناراً كما يجري على تلامذته كل سنة. ولقد عظمت منزلته أخيراً وأصبحت له مكانة علمية أقبلت عليه طلاب العلم. حدث في (روضات الجنات) ورجال المامقاني أن فضلاء تلاميذه الذين كانوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015