مجله الرساله (صفحة 21297)

- أعرني أذنيك يا دكتور

- أعرتك قلبي، يا ظمياء

- أنت متهم عند ليلى بالشيوعية

- بالشيوعية؟ وكيف سكتت عني إذاً حكومة العراق، وبصرها أحدَّ من بصر ليلى ولها عيون تنقل إليها كل شيء؟

- حكومة العراق تحارب الشيوعية الاقتصادية، وأنت متهم بالشيوعية الوجدانية، وليلى تعاقب على ذلك

- وأين شواهد هذا الاتهام الفظيع؟

- ما ظلمتك ليلى، وإنما ظلمت نفسك، فأنت الذي تقول

أَصْباك ما خلفَ الستار وإنما ... خَلْفَ الستائر لؤلؤ مكنونُ

والناس في غفلاتهم لم يعلموا ... أني بكل حسانهم مفتون

- ما قلت الشعر يا ظمياء

- هو في ديوانك المطبوع

- هذا شعر دسه السفهاء

- وكيف سمحت بنشره في ديوانك؟

- ما أذكر كيف سمحت، فقد كنت عضواً في جمعية أبوللون، وأرادت الجمعية أن تصح انتسابي إلى الشعراء فلفقت باسمي طائفة من الأشعار وأخرجتها في ديوان

- ولكن ليلى تقول إن في نثرك ما يؤيد هذا المعنى

- وكيف؟

- في بعض ما نشرت في جريدة البلاغ مقال تقول فيه إن الأطلال تملأ روحك بالمعاني لأنها تعيد إلى خيالك تاريخها القديم يوم كانت ملاعب تمرح فيها الظباء

- هذا أيضاً مدسوس

- وكيف؟

- كان لي بجريدة البلاغ زميل يعطف على أدبي، هو الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني، وكان يؤذيه أن تخلو مقالاتي من المعاني الوجدانية، فكان يضع اسمي على ما يبدع من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015