مجله الرساله (صفحة 21241)

رسالة الفن

فرنتس شوبرت

للأستاذ محمد كامل حجاج

أتشرف بالتحدث اليوم إلى قراء الرسالة الأفاضل عن عبقرية نادرة ونابغة عالمي في الموسيقى وقد عرقه الشعب المصيري أكثر من غيره كبار الموسيقيين من كثرة عرض فلمه (السانفوني الناقصة) ولا يخفى عليكم أن السينما لا تتوخى الحقيقة دائما بل يتعمد الانحراف مبرراً موقفه ولو بأضعف الأسانيد المشكوك في صحتها إن كان في سردها ما يشوق النظارة أو يترك فيهم أثراً عنيفاً

ولد المترجم له في 31 يناير سنة 1797 على مقربة من فينا وعاجلته المنية في ربيعه الحادي والثلاثين أي سنة 1828 وقد ترك بعد هذه الحياة القصيرة كثيراً من مختلف أنواع التلحين إذ بلغت مؤلفاته في طبعه سنة 97 - 1885 أربعين مجلداً

ولع منذ نعومة أظفاره بالموسيقى فتلقى تعليمه الأول على ميشل هولزر وأخذ يدرس في الوقت نفسه البيانو وعدة آلات وتريه حتى أتقنها، وعهد إليه بدور الكمان الأولى في الأوركستر وهو في الرابعة عشرة من عمره، ثم تلقى دروس الأرموني على أورجانست البلاط الأمبراطوري وتلقى الغناء والتلحين على سالييري مؤلف أوبيرا داناييد

ولقد أحصى ما ألفه في سنة 1815 وكان في ربيعه الثامن عشر فوجد 6 مؤلفات للمسرح وقداسان وو (وهما نوعان من الموسيقى الدينية) و 12 و 8 و 10 تنويعات للبيانو و 2 من السانفوني و 4 سوناتات وأكثر من 130 من الأغاني المعروفة بالليدر فيكون المجموع 176 قطعة. وقد عال عنه بيتهوفن وهو على فراش الموت: (إن في هذا العقل لشرارة ربانية)

كان أبوه صاحب مدرسة وتزوج مرتين رزق فيهما من الأبناء والبنات ثمانية عشر. وإنه لمن الصعب أن يميز الإنسان أدوار حياة قصيرة؛ ولكننا نستطيع أن نعتبر منها تاريخين بلغ فيهما أعلى ذرى مجد وهما سنة 1819 التي ظهرت فيها قطعته المشهورة (شكوى الراعي) وسمعها الجمهور لأول مرة وحازت قبولاً عظيماً وعام 1821 إذ مثلت فيها (ملك الأون) وهي من أوبيراته الشائقة وقد غناها المغني المشهور ميكاييل فوجل، ومن هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015