مجله الرساله (صفحة 21049)

ليلى المريضة في العراق

للدكتور زكي مبارك

- 18 -

- كان فضيلة الشيخ دعاس العيسوي والد عبد الحسيب يقيم بالزمالك، أعني في بولاق.

- ما هذا الخلط يا ظمياء؟

- كنا نفهم انه يقيم بالزمالك، ثم عرفنا انه يقيم في بولاق، وقد فهمنا أن سكان بولاق يحبون أن يسموا محلتهم زمالك.

- شئ غريب!

- وما وجه الغرابة في لك؟ إن بولاق تشرف على النيل كما تشرف عليه الزمالك

- ولكن بولاق في الضفة الشرقية، والزمالك في الضفة الغربية، فبولاق شرق، والزمالك غرب، والشرق والغرب لا يلتقيان

- أيش لون؟

- هذه معان لا يفهما غير الفلاسفة يا ظمياء

- وكنت أذهب في صحبة ليلى إلى منزلي الشيخ دعاس العيسوي، وكان شيخاً يقارب الستين، ولكنه كان أعجوبة الأعاجيب في مغازلة النساء. كان يصوب بصره إلى ليلى ويقول: (يا بنت يا كهرباء) وكانت ليلى ترتاح لهذا الوصف الطريف. ولعلها كانت تود لو سمعت هذه العبارة الطريفة من عبد الحسيب، وكانت السيدة نجلاء. . .

- هل تعرفين شيئاً من تاريخ نجلاء؟

- أعرف كل شئ: كانت فتاة خفيفة الروح عرفها الشيخ دعاس وهو يصطاف في لبنان قبل الحرب بأعوام طوال، فتزوجها ونسى من أجلها زوجته وأبناءه في (شمون).

- وهي أم عبد الحسيب؟

- بالتأكيد، وعنها ورث خضرة العينين

- فهمت. هاتي بقية الحديث

- وكانت ليلى ترفض الجلوس على المائدة مع الشيخ دعاس وابنه عبد الحسيب، ثم استأنست بعد حين، فقد اطمأنت إلى شرف القلوب في ذلك البيت. وكان فضيلة الشيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015