مجله الرساله (صفحة 20835)

المخاطب، فإذا حصلت جاز الحكم سواء تخصص المحكوم عليه بشيء أو لا. فضابط تجويز الإخبار عن المبتدأ وعن الفاعل سواء كانا معرفتين أو نكرتين مختصتين بوجه أو نكرتين غير مختصتين بشيء - واحد: وهو عدم علم المخاطب بحصول ذلك الحكم للمحكوم عليه. فلو علم في المعرفة ذلك كما لو علم قيام زيد مثلا فقلت: زيد قائم عُدَّ لغواً، ولو لم يعلم كون رجلٍ ما من الرجال قائماً في الدار جاز لك أن تقول: رجل قائم في الدار، وإن لم تتخصص النكرة بوجه، وكذا تقول: كوكب انقض الساعة، قال الله تعالى: (وجوهٌ يومئذٍ ناضرة)

الحديث عن (شوقي) ذكّرني عبارات من مرِثية قيلت فيه:

بُلبُلُ (الكرْمة) وّلى! أين غاب البُلبُلُ؟

أين غاب البُلبُلُ؟!

زَهَرُ (الكرمةِ) يبكي بدموعٍ ظاهراتٍ في الصباح!

فَنَنُ (الكرمة) آسٍ: لا اهتزازٌ، لا ارتياحٌ، لا طرَب!

بَهْجةٌ زالت، وجاءتْ وَحشةٌ، وعَرا (الكرمةَ) حُزْنٌ لا يَريمُ!

أبا علي، الشعرُ بعدكَ ما نطق!

الإسكندرية

(* * *)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015