(وأن يكون في كل أمة طائفة تختص بتعليم سائر الأمة، وطائفة أخرى تقوم على النفوس بالتهذيب والتعديل. . .)
وهذه عزائم جهاده في السياسة كما لخصها الأستاذ الجليل مصطفى عبد الرزاق بك:
1 - تخليص بلاد الإسلام من نفوذ أوروبا وخصوصاً إنجلترا.
2 - تخليصها من الاستبداد وإنشاء النظم الحرة الدستورية فيها
3 - جمع كلمتها بجميع فرقها تحت زعامة واحدة
وهذه وسائله السريعة التي تخيرها لتحقيق غاياته كما رآها (تشارلن آدمز): (الثورة السياسية التي عرف أنها أسرع الطرق وآكدها لتحرير الشعوب الإسلامية وتغذيتها بالحرية الضرورية لتنظيم شئونها. أما وسائل الإصلاح التدريجي والتعليم فكان يرى أنها بطيئة جداً غير محققة العاقبة)
فهو الذي أوحى بالثورة الفارسية التي بدأت بالهياج ضد احتكار التنباك في سنة 1891 وانتهت بوضع دستوره في أغسطس سنة 1906، ووالاها بالتشجيع والتأييد
وهو الذي مهد بتهييجه المتواصل للحركة التركية الموفقة التي قامت سنة 1908
وهو الذي دفع الحركة الوطنية المصرية التي ساء ختامها بفشل الفتنة العرابية
وهكذا كان أيان يذهب يترك وراءه ثورة تغلي مراجلها
وصفوه لنا. . .
فقالت أقلام الشرق: (حنيفي حنفي مع ميل إلى مشرب السادة الصوفية رضي الله عنهم) (هو حليم يسع حلمه ما شاء الله أن يسع إلى أن يدنو أحد ليمس دينه أو شرفه فينقلب إلى غضب تنقض منه الشهب، فبينما هو حليم أواب إذا هو أسد وثاب. . .)
(وبالجملة فلو قلنا إن ما أوتيه من الذكاء هو أقصى ما قدر لغير الأنبياء لكنا غير مبالغين)
هذا بعض قول محمد عبده فيه. وهاك بعض ما قاله الأمير شكيب:
(كان في أطوار حياته فيلسوفاً كاملاً عالماً عاملاً. . . فكان يفطم نفسه عن الشهوات، ولا يرى من اللذات إلا اللذة العقلية. وقد حاول السلطان عبد الحميد أن يعلق قلبه بالمال والبنين ويشغله بزينة الدنيا وراوده على الزواج فأبى وأعرض وقال له: (قضيت حياتي مثل الطير على الغصن، فلا أريد في آخر أيامي أن أتعلق بعائلة) وقال في مثل هذا المقام: (لم تدخل