للأستاذ مصطفى عبد الرزاق
أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب
الشافعي هو أحد الأئمة الأربعة الفقهاء: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي المتوفى سنة (1500هـ - 767م) وأبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي المدني المتوفى سنة (179هـ - 795م) وأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المكي المتوفى سنة (204هـ - 820م) وأبي عبد الله أحمد بن حنبل البغدادي المتوفى سنة (241هـ - 855م)
وهؤلاء الأئمة هم اللذين استقرت مذاهبهم في الفقه الإسلامي بين جمهور المسلمين منذ نحو ألف عام.
وتلاشى ما عداها من المذاهب كمذهب (الحسن البصري) المتوفى سنة (161هـ - 777م) ومذهب (سفيان الثوري) المتوفى سنة (161هـ - 777م) ومذهب (عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي) المتوفى سنة (240هـ - 854م) ومذهب (محمد بن جرير الطبري) المتوفى سنة (310هـ - 922م)
وطالت مدة المذهب الظاهري الذي أسسه (داود بن علي الأصفهاني)) المتوفى سنة (270هـ - 883م) وزاحم المذاهب الأربعة ودرس بعد القرن الثامن
والتنافس بين المذاهب الأربعة على الغلبة والانتشار والسلطان قديم يرجع إلى عهودها الأولى، ولعل بعض آثاره لا تزال باقية إلى اليوم والآن كان هذا التنافس قد أدى في بعض الأحايين إلى إثارة أحقاد وفتن بين العامة فانه في أكثر أمره كان سبب حياة عقلية ونشاط فكري وتسابق إلى الإتقان والكمال في البحث العلمي فان أهل كل مذهب كانوا لا يفتأون يتفننون في جعل مذهبهم ميسراً لإفهام الناس وأذواقهم، متسعا لما يتجدد من حاجاتهم، متميزا بلطف الاستنباط وحسن التخريج، وكثرة الجمع للمسائل، وجودة التأليف حتى أصبحت علوم الأحكام الشرعية أكمل مظهر للمجهود العقلي العظيم في الإسلام بوفرة أبحاثها ومؤلفاتها التي لا يحصى عديدها وبما في كثير من هذه المؤلفات والأبحاث من ابتكار وإبداع
لا جرم كان التراث الفقهي الإسلامي من أنفس ما ادخر البشر من مباحث المتفقهين. ولا