تلبدت بدخان) وهذا تشبيه لا يسوغه الذوق البياني
على أننا لو تجاوزنا عن مثل هذا فما يصح أن نتجاوز عن حق اللغة والنحو في مثل قوله: (ويلتقي الأخ أخاه) وقوله: (لنشاركه بالفرح) وقوله: (ولا يلعب بالقمار) وقوله: (كانت تحوي على صفات) وقوله: (فلنباشر يفحصهم) وقوله: (وذقنك المستطيلة وأحناكك النافرة) إلى آخر ما هنالك من التعابير التي لا أحسب أن نعيمة الناقد يرضاها من غيره. وهل من اللائق أن تكون الفكرة من الذهب وأن يكون لبوسها من الخشب؟!
ثم هناك هنوات طفيفة كأن يقول (ص57) واختلت مع جميل في مخدعها، وسياق الكلام يقضي أنها اختلت مع عزيز وما أحسب ذلك إلا سبق قلم
وفي قصة الكوكو (ص8) يقول: في حقيبتي رسالة تسلمتها في أيار سنة 1922 والذي في ذيل القصة أنها كتبت بتاريخ سنة 1915 ولعل هذا من تحريف الطابع
أما بعد، فقد كانت فترات طيبة تلك التي قضيتها في قراءة (كان ما كان)، وما أبالغ إذا قلت إن نعيمة قد غمرني بفيض من الفكرة (الروحية البحتة) التي يخدمها ويخلص لها في قصصه. وإنها لفكرة سامية ما أحوج الناس إليها وقد جرفتهم أوضار المادة الفاسدة، ولكن من لها بأمثال نعيمة في روحانيته وإخلاصه؟
محمد فهمي عبد اللطيف