تظهر كتابها في هذه الآونة التي تطرح فيها المسألة الفلسطينية على بساط البحث ليعاون في تفهم أحوال المجتمع الفلسطيني.
وقد وفدت المؤلفة أخيراً على مصر وأقامت فيها بضعة أسابيع وشهدت حفلات التتويج، وتعرفت إلى البيئات النسوية المصرية وهي تنوي فيما يظهر أن تضع كتاباً آخر عن مصر والمجتمع المصري على طراز كتابها عن فلسطين، بيد أنه لا ريب في أن هذه الكتب التي تكتب على جناح السرعة خلال سياحة سطحية لا يمكن أن تكون مراجع قيمة عن الموضوعات التي تتناولها. وسنرى في القريب العاجل ماذا تكتب هذه المؤلفة الشابة عن مصر والمجتمع المصري.
حول أرزة لامرتين
كتب الأستاذ أمجد الطرابلسي في حاشية قصيدته المنشورة في صفحة 1349 من عدد مجلتكم الأخير أن الشاعر الفرنسي دي لامرتين وابنته جوليا زارا أرز لبنان عام 1832 ونقشا اسميهما للذكرى على شجرة هناك تشتهر الآن بأرزة لامرتين
والوقع غير ذلك فان الشعر الفرنسي لم يزر مع ابنته غابة الأرز قط ولم يكتب هو اسمه ولم ترسم وحيدته اسمها على شجرة الأرز المذكورة. وكل ما في الأمر أنه حاول أن يقوم برحلة إلى الأرز خريف عام 1832 والمعروف عن هذه الرحلة أنها أخفقت لشدة الزمهرير إذ ذاك وكثرة الثلج والجليد ونحن نعلم أن لامرتين لم يسع بعد ذلك لإدراك رحلته مرة أخرى وأنه استعاض عن مشاهدة الأرز عن كثب برؤية الغابة من بعيد
هذا وقد وضع الكاتب هنري بردو كتاباً عنوانه (رحل المشرق) عالج فيه مسألة زيارة الفرنسي العظيم للبنان وأرزه وقد استطاع أن يثبت أن التوقيعين المنقوشين على الشجرة المشهورة إنما خطهما صديق قديم للامارتين وأسرته وذلك قبل قيام شاعرنا برحلته رغبة منه في مفاجأة صاحبه المجيد مفاجأة ظريفة رقيقة
خليل عطا الله
(كلية الحقوق)