(مادونا دي سان سيستو) أو المادونا السكستينية. وعلى
هذه اللوحة الرائعة التي بلغ طولها 652 متر وعرضها 961
متر والتي يغلب الضن أنه صورها سنة 1515 يتجلى أعظم
ما وصل إليه رفائيل من الإنتاج الفني الخالد الذي سجله
التاريخ بمداد من نور؛ فترى العذراء (ش1) قد اعتلت الغيوم
كملكة للسماء حاملة يسوع الطفل بين ذراعيها وقد تأبطته
يمناها، وبكل حنان أسندت ساقيه بيسراها. أما الوجه فهو أنبل
ما استطاع فنان إخراجه. وفي الجهة اليسرى للصورة القديس
سكستس الثاني وهو ينظر إلى يسوع نظرة التقديس المملوءة
بكل ما أوتي رفائيل من قوة العبادة التي ملأت قلبه، وفي
الجهة اليمنى منها القديسة بربارة. وعند قدمي العذراء ترى
ملاكين يفيضان ببراءة الطفولة ووداعتها اللتين تمتلكان جميع
الحواس لكثرة ما فيهما من الصفاء والنقاء.
وقد عملت هذه الصورة خصيصاً لكنيسة دير بيارسوا، واشتراها القصر السكسوني سنة 1753 بحوالي عشرة آلاف جنيه إنجليزي في وقت كانت قيمة الجنيه فيه تعادل عشرة جنيهات في الوقت الحاضر.
وتنفرد جاليري درسدن وحدها بامتلاك أعظم قطعة لرفائيل ولذلك تسميها (درة الجاليري) بعد حصولها عليها من القصر السكسوني.
وبهذا تكون معظم صوره لمادونا قد انتهت، وله غير ذلك صورة تمثل زواج ماريا بيوسف