مجله الرساله (صفحة 17633)

رسالة الفن

رفائيل

الفنان أبداً

للدكتور أحمد موسى

عرفنا من المقالات السابقة أن عصر الرفعة قد امتاز بعدد عظيم ممن توافرت فيهم الكفايات التي إذا قورنت بغيرها آمنا بإطلاق بعض المؤرخين على هذه المرحلة الزمنية (عصر النهضة)

وعرفنا بعض الشيء عن ليوناردو دافينشي، وتناولنا بالبحث ميكيلانجلو الذي اعتبرناه عبقرية ملهمة في عالم الفن، كما فحصنا اتجاهه ونواحي إنتاجه، ووصلنا إلى أنه كان أعظم فنان ظهر رغم ما بذله حاسدوه من مجهود لتدبير المكائد له حتى يقضوا على صيته وسمعته

واليوم نعالج شخصية أخرى على النقيض، غمرتها محبة الناس واستأثرت بإكبارهم وتدليلهم إلى حد بعيد. ومن تكون هذه الشخصية غير (رفايللو سانتي) الذي كان على أكبر جانب من جمال الطلعة وسمو النفس ودقة الشعور ورقة الشمائل؟

ولد رفايللو يوم 28 مارس (؟) سنة 1483 في أوربينو، وتلقى أول دروسه على والده المصور جيوفاني سانتي الذي مات عندما بلغ الابن الثانية عشرة من عمره، ثم على معلم آخر ربما كان تيموتيوفيتي الذي عاش في أوربينو في ذلك الحين أيضاً، والذي كان صديقاً حميما له فيما بعد

ولم يترك رفايللو مدينة أبيه إلا سنة 1499 عندما أراد الالتحاق بالعمل عند المصور المشهور بيروجينو في مدينة بيروجيا

وإذا رجعنا إلى مصوراته كلها نرى أن بينها واحدة أرّخها سنة 1504 وأسماها سبوساليزيو غير أن هذا لا يتخذ دليلا على أنه لم يقم بتصوير لوحات أخرى قبل هذا التاريخ، إذ المعروف أنه اشتغل بالتصوير في كنيسة بيروجيا وفي سيتا دي كاستيلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015