مجله الرساله (صفحة 17321)

الانسجام

وله على الحائط الثالث للمقبرة مجموعة تمثل المادونا مع يسوع الطفل، وهي جالسة والطفل متجه إلى ثديها للرضاعة، وهي لا تقل جمالاً عن قطعه الأخرى، لا سيما وأن المادونا على جانب كبير من الجمال الرفيع مع شيء كثير من الحزن

وعلى ذلك لا مناص للمؤرخ الفني من اعتبار هاتين المقبرتين مجموعتين أعظم إنتاج مجسم أخرجه ميكيلانجلو وأكمل عمل فني أفرغ فيه غايته وأدى به رسالته، كما أن ما شملتاه من تماثيل بجانب تمثاله للنبي موسى (راجع المقال السابق) أهم وأبرز إنتاج فني في مدرسة النحت الحديث

أما المرحلة الثالثة من حياته فقد بدأت منذ رحيله نهائياً إلى روما في سبتمبر سنة 1534، وإقامته فيها حتى وفاته بعد أن بلغ التاسعة والثمانين في 18 فبراير سنة 1564

وقد ارتقى رئيساً عاماً للمعماريين والنحاتين والمصورين في القصر الابوستولي، وكلفه البابا بتصوير السقف السكستيني (نسبة إلى البابا سكستس الرابع) واشتغل منهمكاً فيه من سنة 1535 إلى سنة 1541، وصور (يوم القيامة) كما صور بين سنة سنة 1542 وبين سنة 1550 الصور اللازمة لمجموعة باولينا.

أما من سنة 1542 إلى سنة 1545 فقد أكمل البناء التذكاري ليوليوس، وهو بناء شامل لطبقتين (دورين) لكل منهما ثلاث قبلات، في الطبقة الأرضية تمثال موسى، وعلى اليمين واليسار وضع تمثالان جديدان، الأول يمثل (ليا) امرأة يعوب الأولى وبيدها المرآة، والثاني لامرأته الثانية (راشيل) وهي تصلي، وهما مليئتان بالحياة والحركة.

أما في الطبقة العليا، فله قطع مثلت البابا والمادونا والكاهن والنبي، وهي ليست في جودة قطعه السابقة، ولذلك يخيل إلينا أنها من نحت تلاميذه.

ونحت بعض التماثيل وتركها دون إتمام، منها مجموعته لبيتا ومنها المجموعة الصغرى محفوظة بقصر روندانيني بروما، ومجموعته الكبرى عملها خصيصاً لمقبرته وهي تشمل أربعة تماثيل موجودة الآن في كاتدرائية فلورنسا بالردهة الرئيسية.

واشتغل في هذه المرحلة بالشعر أيضاً وله ملحمات معروفة، خصوصاً تلك التي كتبها غزلاً في معشوقته فيتوريا كولونا بين سنة 1534 و1547 وكان لها تأثير عظيم في فنه وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015