على الرسم الجيد من الذاكرة!
وقلت لصاحبي: (يا سلام!. صحيح؟)
فقال (بالطبع. . . اسمع. . . كيف تقيس المسافة بين شاطئ النيل؟)
قلت: (أوه. . المسألة لا تحتاج إلى هندسة أو غيرها. . أمشي على كوبري قصر النيل وأعد خطاي ثم أضرب العدد في طول الخطوة. . . مسألة بسيطة جداً)
فقال: (لا لا لا لا. افرض أنك تريد أن تقيس المسافة بين الشاطئين حيث لا كوبري ولا شبهه)
قلت: (آه. . . هذه مسألة أخرى. . أقول لك. . أركب زورقاً ومعي حبل أثبته على شاطئ وأدليه في الماء ونحن نمرق حتى نبلغ الشاطئ الأخر ثم نقيس الحبل)
قال: (يا أخي ألا تعرف أن الزورق لا يستطيع أن يمضي من شاطئ إلى شاطئ في خط مستقيم؟)
قلت: (صحيح. . والله فاتتني! طيب! وما العمل؟ أما أنا فلا أرى طريقة أخرى فيحسن بالنيل أن يقنع بأن يبقى بغير قياس لعرضه. . يكفي طوله)
قال: (لا تمزح. .)
قلت مقاطعاً: (والله إني أتكلم جاداً. . ثم إني لا أدري لماذا أتعب نفسي وأكلفها أن تقيس النيل؟)
قال: (اسمع. . أنا أعرفك الطريقة. . . ألم تتعلم في المدرسة أن ضلعي المثلث المتساوي الضلعين أكبر من الضلع الثالث أي القاعدة؟)
قلت: (جايز)
قال: (جائز؟ ماذا تعني؟ هذه حقائق)
قلت: (جائز! الحقيقة أني تعلمت أشياء كثيرة في المدارس ولكني لا أذكر الآن شيئاً منها فأنا مضطر أن أصدقك. . . ولكني أخشى أن يكون غرضك أن تضحك مني، ولهذا أؤثر الحذر وأقول لك جائز. . على كل حال تفضل)
قال: (حسن. . أسمع. . هذه حقيقة لا شك فيها. . ضلعا المثلث المتساوي الضلعين أكبر من القاعدة. . فكيف ينفعنا هذا في قياس عرض النيل؟. . أنا أقول لك. . . تأخذ ثلاثة