وقد جاء في كتاب الكامل للمبرد وشرحه رغبة الآمل للشيخ المرصفي (ص 214 ج 7) أن عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي كان يؤم بالناس في مسجد الأحزاب بالمدينة، فلما وليها الحسن بن زيد منعه أن يؤم الناس في هذا المسجد، فقال له: أصلح الله الأمير، لم منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي من قبلي؟ قال: ما منعك منه إلا يوم الأربعاء، يريد قوله:
يا لَلرجال ليوم الأربعاءِ أمَا ... ينفكُّ يحدث لي بعد النُّهَى طَرَبَا
إذ لا يزالُ غزال فيه يفتنني ... يأتي إلى مسجد الأحزاب مُنتْقِبَا
يُخَبِّرُ الناسَ أن الأجرِ همَّتُهُ ... وما أتى طالباً للأجر محتسبا
لو كان يطلب أجراً ما أتى ظُهُراً ... مُضَمَّخاً بفَتيت المسك مختضباً
لكنه شاقه أن قيلَ ذا رجب ... يا ليت عِدَّة حولٍ كلِّهِ رجَبَا
فإن فيه لمن يَبغي فواضِلهُ ... فضلا وللطالب المرتاد ما طلبا
كم حُرَّةٍ دُرَّةٍ قد كنْتُ آلفَهُا ... تسد من دونها الأبوابَ والحجبا
قد ساغ فيه لها مَشْىُ النهار كما ... ساغ الشرابُ لعطشان إذا شربا
يقال شهر عظيمُ الحقّ في سَنَةٍ ... يهوى له كلُّ مكروب إذا كربا
فاخرجنَ فيه ولا ترهَبْنَ ذا كذبٍ ... قد أبطل الله فيه قول من كذبا
وكانت ولاية الحسن بن زيد بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب المدينة سنة 160 هـ في عهد أبي جعفر المنصور ثاني ملوك العباسيين
فإحياء النحو عندي بأن تعاد له صبغته الأدبية التي كانت له وليس إحياؤه بتطويل الكلام في أن الفتحة ليست علامة إعراب كما قرأته في بعض الكتب الحديثة، فإن هذا مما يزيد فيه الطين بلة، ولا يؤدي بنا إلى الإصلاح المنشود له
عبد المتعال الصعيدي