عادت محطومة يستغلق على إحساسها كل ما حولها. . . فلا تسمع شيئاً مما ترى، ولا ترى شيئاً مما تسمع؛ وكأنما انفضت من حولها الدنيا فلم يبق إلا هي وأولادها، وما بينها وبينهم إلا أنين وأنين. . .
وإنهم ليقتحمون ظلمة الطريق بظلمة اليأس إذ أفلت الولد الصغير من بينهم فتأخر. . .
ثم صاح وهو يجري ليلحقهم: أماه. . . لقد وجدت قرشاً!
وأخذت الأم ما في يده فإذا في يدها قطعة فضية بعشرين قرش. . . يا أرحم الراحمين. . . ودارت الأم، ودار أولادها معها ومضوا. . . ومضوا إلى السوق
طنطا
السيد محمد زيادة