(تيت ليف) الكاتب والمؤرخ الروماني الكبير، فعرض لها (تين) وكتبها ثم تقدم بها فكانت الأولى بين كل الرسائل التي قدمت!
وكان تين قد رشح نفسه سنة 1862 لتدريس الأدب في مدرسة الهندسة ولكن مسيو دي لموني انتخب بدلا عنه، على أن وزير الحربية عينه في مارس من السنة التالية ممتحنا في التاريخ وفي اللغة الألمانية بمدرسة سان سير - الحربية. وفي سنة 1864 عين مدرسا لتاريخ الفن والجمال في كلية الفنون الجميلة؛ فكان تعاقبه في وظائف الدولة سببا في إثارة الخوف في نفس رجال الدين، مما دفع المونسينير دوبانلوا إلى كتابة منشور وجهه إلى الشبيبة وإلى الآباء يطعن فيه على تين ورنان ولتريه وندد فيه بنزعاتهم الإلحادية مما كاد يزعزع مركز تين لولا تدخل البرنسيس ماتيلدا وبسط حمايتها عليه. وفي سنة 1864 قدم بعض كتبه إلى الأكاديمية ليحصل على جائزة بوردان. فانبرى له مونسينير دوبانلوا من جديد، واشترك معه آخرون ليحولوا بينه وبين الجائزة. على أن المسيو جيزودافع عن تين بكل إخلاص واستمرت المناقشة أمام الأكاديمية فيمن يستحق الجائزة ثلاثة أيام متوالية، استقر الرأي بعدها على أن الجائزة لا تمنح لأحد ما دامت لا تمنح لتين!. . . على أن هذه الخصومات المتتابعة وهذا التجني على ذلك الكاتب الفيلسوف لم يحل دون حصوله على وسام اللجيون دونور في سنة 1866 وعل شهادة من جامعة اكسفورد بعد محاضرات ألقاها بها عن راسين وكورني في سنة 1871. وتزوج تين في سنة 1868 فلم يغير زواجه شيئا من حياة الجد والعمل التي كان يحياها، على انه منذ سنة 1870 على أثر الحرب الفرنسية الألمانية قد حز في نفسه ألم هزيمة بلاده فأجهد نفسه في أن يقف على أسباب ضعفها، وكان هذا هو الدافع الذي دفعه إلى وضع كتابه الأكبر (أصول فرنسا الحديثة) الذي عمل فيه منذ سنة 1870 والذي اضطر من اجله أن يتخلى عن مهنة التدريس منذ سنة 1884 لينقطع له انقطاعا تاماً. وقد توفي في الخامس من شهر مارس سنة 1893 وهو في الخامسة والستين من عمره.
وقد ألقى الأستاذ ليفي بريل المحاضر بالسوربون خطابا في شرح نظريات تين الفلسفية بمناسبة الاحتفال المئوي لميلاد (تين) نترك الأستاذ نفسه يحدثنا عنه إذ يقول: لنذكر اليوم ألقاب مجده ومناحي نبوغه! ولئن كان علم النفس وعلم الاجتماع قد وصلا بفروعهما