مجله الرساله (صفحة 14425)

البريد الأدبي

وفاة الأبيوردي - رد على الأستاذ علي الطنطاوي

أخي الأستاذ صاحب الرسالة

كتب إليَّ الأديب الفارسي المحقق عباس إقبال نزيل باريس أثناء رسالة فارسية يقول ما ترجمته:

قرأت في العدد 158 من مجلة الرسالة مقالاً بقلم الأستاذ علي الطنطاوي تحت عنوان (الأبيوردي المتوفى في مثل هذا اليوم سنة 557 بمناسبة مرور 798 سنة على وفاته) والظاهر أن الكاتب الفاضل خدع برأي ناشر الديوان قليل الاطلاع الذي أخطأ فجعل وفاة هذا الشاعر سنة 557، وهذا غلط صريح. والصواب أن وفاته سنة 507 كما روى ابن خلكان وياقوت في معجم الأدباء (ج 4 ص 341) وسائر المؤرخين، ويؤيد هذا ما رواه ياقوت في المعجم (4 ص 343) نقلاً عن خريدة القصر للعماد الكاتب من أن الأبيوردي تولى في آخر عمره عملاً للسلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي، وأنه سُمَّ وهو يتولى هذا العمل، وبينما كان واقفاً عند سرير السلطان محمد ضعفت رجلاه وسقط على الأرض وقال:

وقفنا بحيث العدل مدّ رواقه ... وخيّم في أرجائه الجود والبأس

وفوق السرير ابن الملوك محمد ... تخر له من فرك هيبته الناس

وغياث الدين أبو شجاع بن ملكشاه مات سنة 511، فمحال أن يكون الأبيوردي الذي وقع في مرض موته أمام سرير السلطان قد مات سنة 557. وبهذا يبطل اجتهاد الأستاذ الطنطاوي ودعوته إلى الاحتفال بعد سنتين بمرور ثمانية قرون على وفاة الأبيوردي، إلا أن يحتفل بعد سنتين بمرور 850 سنة على وفاة الشاعر أو يمد الله في عمر الكاتب اثنتين وخمسين سنة أخرى ليحيي ذكرى الشاعر بعد تسعة قرون.

وناشر ديوان الأبيوردي قليل الاطلاع جدا، فقد نشر في الديوان قصائد من شعر أبي اسحق إبراهيم بن عثمان بن محمد الكلبي الغزي (441 - 524) ولا شك أنها من شعر الغزي ومنها اللامية المطبوعة في الصفحات 274 - 279 من ديوان الأبيوردي والتي يقول فيها الشاعر صراحة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015