للأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني
(تبسم!!)
(إيه!!)
(تبسم!!)
(أتبسم؟؟)
(نعم. .)
(هل تريد مني أن أتبسم؟.)
(نعم. . هذا ما أعني)
(ولكن كيف؟. أعني أني لا أريد. . . لا أشعر بحاجة إلى الابتسام؟)
(ألا تستطيع أن تتبسم؟.)
(ربما أمكن أن أتبسم بفمي فقط ولكن هذا ليس ابتساماً)
(بفمك. . . . برجلك. . . تبسم والسلام)
فقلت: (طيب هه) وتكلفت الابتسام كما أراد فقال: (حسنا. . والآن. . جرب مرة أخرى)
فنظرت إليه - حدقت في وجهه فقد خامرني الشك في عقله ولكنه كان ساكناً لا يبدو عليه غير ما ألفت منه. ولما طال نظري إليه قال: (هل فرغت؟؟ إني منتظر)
فسألته (ماذا تنتظر؟.)
قال: (أن تتبسم. . تفضل)
فلم يسعني إلا أن أضحك وأن أضرب كفاً بكف فقال: (هذا أحسن. . . ولا بد أنك تشعر أنك أحسن حالاً بعد هذه الضحكة العالية)
فأمسكت من القهقهة - أعني حبست ما كنت أريد أن أنفجر به من ذلك - وقلت له: (ما هي الحكاية. . . . لست أكتمك أني مستغرب سلوكك في هذه الليلة)
فقال: (استغرب ما بدا لك أن تستغرب. . . إنما المهم أن تتبسم)
قلت: (شيء جميل ولكن ألا ترى أن الأمر يحتاج إلى شيء من الإيضاح. . الواقع أني لست فاهماً شيئاً)