مجله الرساله (صفحة 11810)

السموات معلنة انعقاد محكمة العدل، فلا ينبس أحد ممن بالمدينة الخالدة بكلمة، ليعوا شريعتي، ولينقشوها في صفحات صدورهم، ولتخلد ثمة إلى ما أشاء!)

(ويظهر أبوللو فجأة فتقول ربات الذعر:)

- (أيها الإله أبوللو! فيم أقبلت؟ ألتشارك في قضية ليس لك فيها شأن؟)

- (لقد أقبلت لأبرهن على براءة هذا الضارع البائس الذي لاذ بي، وصلى لي، وسألني معونتي لأضع عنه الوزر الذي تأخذنه به. . . وأقبلت كذلك لأدافع عن نفسي فيما يخصني من هذه القضية، لأني شريك في مقتل كليتمنسترا. . . . . . أيتها الربة العادلة مينرفا! خذي في سؤالنا بما يبدو لك. . . فأنا منصتون!!)

فتقول مينرفا: (إذن نبدأ القضية، ولقد سمعت حديث الاتهام من أفواه هؤلاء فكانت حجتهن دامغة وبرهانهن ساطعاً.)

فيشيع البشر في أوجه ربات الذعر وتخاطب رئيستهن أورست قائلة:

- ها قد سمعت. . . وسمعت من قبل كلماتنا القلائل حينما اتهمناك وأقمنا عليك البينة، فهلم فتحدث، ولتتحدث باختصار كما تحدثنا نحن من قبل، ولتجب عن هذا السؤال أولاً: أولم تذبح أمك يا أورست؟!)

- (أنا لا أنكر أنني ذبحتها يا ربات!)

- (قُضي الأمر! ها قد فرغنا من ثلث المعركة!)

- (تهْن ما شئتن؛ فأنكن لم تصرعنني بعد!)

- (ها!. . . بقي عليك أن تخبرنا كيف ذبحتها؟)

- (بأبيض ذي شفرتين! أرسلته فوق رقبتها، وخوّضت به في صدرها، فقطعت وتينها!)

- (وهل حرضك على هذه الجريمة أحد؟)

- (بأمر أبوللو كما يشهد هو بذاك!)

- (أمرك الإله، سيد الشمس، أن ترتكب جريمة قتل الأم؟)

- (أمرني بها، وأنا مؤمن بما فعلت، مطمئن إليه!)

- (ها. ها. سرعان ما تغير لهجتك حينما يسمُك القضاء العادل!)

- (سينتفض أبي في رمسه فيحل محلي! أنا لا أخشى شيئاً!!)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015