مجله الرساله (صفحة 1144)

أجمل الكتب في بابه ومن أعظمها فائدة، وكما أن تلك الآثار المخزونة الجميلة التي وصفها تعد دمعة أرسلها التاريخ على ما فات من مجد العرب فان هذا الكتاب يعتبر بدوره دمعة كريمة على ذلك المجد وعلى تلك الآثار. بيد أني على الرغم من إعجابي أصارح المؤلف بان أسلوبه مع الأسف لا يتمشى مع روح الكتاب ولا يتناسب مع ما يحتويه من فن وادب، ولولا حماسة الكاتب، ودقة وصفه وتدقق معانيه لفقد الكتاب بذلك الأسلوب كثيرا من قوته، هذا عدا ما فيه من هفوات تاريخية لا أحبها له، كقول المؤلف: إن معاوية بن هشام ابن عبد الملك المسمى بالداخل أتى من الشرق هارباً عام 759م والواقع أن الذي جاء هاربا من الشرق هو ابنه عبد الرحمن الداخل، وكان ذلك عام 756م. وقوله إن العرب طردوا من الأندلس في القرن الرابع عشر، والصحيح انهم لم يطردوا إلا في أواخر القرن الخامس عشر عام 1492م. ولكن ذلك لن ينقص من جوهر الكتاب إلا كما ينقص من جمال الحسناء شذوذ بسيط في نظام ملبسها والمؤلف كفيل بأن يزيل هذا النقص حتى يكون الكتاب من جميع جهاته جديرا بفنه وعلمه وأدبه؟

م. الخفيف

1

طور بواسطة نورين ميديا © 2015