ويأتي هذا المؤتمر والعالم يعيش في ظلام دامس، وتخبّط وضلال وكفر وابتعاد عن الله، وافتقاد للقيادة الرشيدة التي تخلى المسلمون عن القيام بأعباءها وتحمل مسؤولياتها، وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ، ولأن الأمم الإسلامية لم تستخدم مقدراتها ولم تستفد من مقومات القيادة في دينها وعلمها وتاريخها، تخلت عن مكانها في قيادة البشرية وأصبحوا أتباعا يسيرون في ذيل التاريخ ويأكلون من فتات المعرفة، وانتقلت القيادة إلى الغرب تقود البشرية كما تريد، وأصبح العالم يعاني فقرا في القيادة وإفلاسا في التوجيه، وانقسمت نفسها إلى شرقية في الدول الشيوعية وغربية في دول الغرب.
أما المجتمع الاشتراكي فهو يعاني من عدم سلامة المنهج وثبات المبدأ؛ إذ تهدمت مبادئ الشيوعية كلها تحت معاول الهدم والتطبيق والتغيير، وواجه الفكر الشيوعي زعزعة في المبادئ فلم يعد العالم الاشتراكي يؤمن بدكتاتورية الطبقة العاملة؛ أساس النظام الماركسي، وتعددت المدارس الاشتراكية في العالم متمردة على تعاليم ماركس وانجلز ولينين، وأصبحت المقولات الشيوعية المحفوظة مثار سخرية وتندر، وأصبح الاستعمار الشيوعي أكثر شراسة مما عرف البشر من أنواع الاستعمار، وانتشرت جيوش الشيوعية المفلسة تحتل البلدان عنوة في المجر وبلغاريا والحبشة وأفغانستان.
أما الاستعمار الأمريكي فهو ناعم الملمس خبيث المقصد؛ يحتل البلدان حسب أنظمة الحكم فيها، ويستعمل أنواعا من التهديدات والعقوبات الاقتصادية، والضغوط السياسية، مع أنه يعاني من ضعف قيادته للمجتمع الأمريكي الذي يعاني من مشكلات الجنس والمخدرات وهوس الشباب وتمرده.