هذا وإن ما ذكرته من بعض أوجه الشبه بين النظام الضريبي في الإسلام والنظم الضريبية في عصرنا الحاضر لم أقصد منه عقد مقارنة بين ما جاء به الإسلام وما عرف في العصر الحديث، فإن هذا الباب واسع، وإنما أردت أن أبيّن أن الإسلام بتعاليمه السمحة، وتشريعاته الحكيمة، كان له فضل السبق في كثير مما يظنه الناس أنه وليد الحضارة الحديثة.

وقد كانت السياسة المالية التي انتهجها الإسلام سياسة رشيدة عادلة حققت الخير الكثير للمجتمع الإسلامي في صدر الإسلام، ولمن كانوا يعيشون في ظله الوارف من غير المسلمين.

وما أحوج المسلمين اليوم في أن يعودوا إلى تعاليم دينهم ليتمسكوا بها حتى يكونوا كما وصفهم الله جل شأنه بأنهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله.

والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى أقوم طريق.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر ج5 من صحيح البخاري مع شرحه للقسطلاني ص654 ط دار الطباعة العامرة مصر.

[2] التوبة الآية 103.

[3] سورة المعارج الآية: 24/25.

[4] التوبة الآية: 60.

[5] سورة التوبة الآية: 29.

[6] انظر ما جرى بين عمر ومجلس الشورى من حوار في كتاب الخراج لأبي يوسف ص29/31/ ط السلفية.

[7] انظر كتاب الاستخراج في أحكام الخراج لابن رجب الحنبلي ص/7 ط أولى.

[8] انظر الخراج لأبي يوسف ص42.

[9] الحديث أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة وأبو داود انظر ج4 من معالم السنن للخطابي بذيل مختصر السنن للمنذري ص248.

[10] انظر كتاب الأموال لأبي عبيد ص71/72 ط امبابي بالقاهرة.

[11] انظر ج5 من معالم السنن للخطابي ص/248.

[12] انظر ج8 من نيل الأوطار للشوكاني ص/17 ط الحلبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015