ولم يكتف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزجر المتشبهين بالنساء ولبيان أنهم مطرودون من رحمة الله تعالى إن لم يتوبوا، بل أمر بإخراجهم من البيوت، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" قال: "فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانا" [16] .
وقد أخرج صلى الله عليه وسلم أنجشة - وهو العبد الحبشي الأسود - وكان غلاما لنبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان حسن الصوت وكان يحدو بأمهات المؤمنين ونسائهم، وقد روى أبو داود بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمخنث خضب يديه ورجليه، فقيل: "يا رسول الله إن هذا يتشبه بالنساء"، فنفاه إلى النقيع فقيل: "ألا نقتله"فقال: "إني نهيت عن قتل المصلين" [17] وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها وفي البيت مخنث فقال لعبد الله أخي أم سلمة: "يا عبد الله إن فتح لكم غدا الطائف فإني أدلك على بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلن هؤلاء عليكن" [18] .