وأما المرأة المترجلة فهي التي تتشبه بالرجال وتحاول أن تظهر بمظهرهم، فالرجل له ثيابه الخاصة به في هيئتها، وقد خلق الرجل للعمل والسعي والمشي في مناكب الأرض طلبا للرزق وابتغاء من فضل الله، فإذا لبست ثياب الرجل فقد تشبهت به واستحقت اللعنة، ولا ريب أن هذا الثوب تجعله بصورة تزيد في زينتها، وتزيد الرجال فتنة بها، وكثيرا ما يكون ضيقا ملتصقا بالجسم، فيبرز محاسنها ويصور أعضاءها تماما، وهذا يزيد الفتنة اشتعالا، ويزيد الرجال ضعفا وعجزا عن مقاومة إغراء المرأة، هذا وقد تقص شعرها من غير حاجة كما يقص الرجل، وقد تذهب في ذلك إلى الرجل يقصه ويصففه لها، وفي ذلك جرائم خلقية شتى لا يرضى بها صاحب مروءة وغيرة ... والمرأة شأنها القرار في البيوت والقيام بمصالح الرجال فيها، من تربية أولاد وإعداد طعام وتنظيف مسكن وثياب ... فإذا تركت بيتها كما يفعل الرجل وفرَّت إلى الشوارع والأسواق لغير ما حاجة، فقد تشبهت بالرجل، وإذا زاحمت الرجال بمنكبيها وتركت حياءها الفطري وراءها ظهريا سعيا وراء المال فقد تشبهت بالرجل، وهي بذلك تفر من مملكتها الكريمة، ومن عرشها المصون، وتترك البيت والأولاد للخدم والشوارع ودور الحضانة أو للأقارب والجيران، ولا ريب أن ذلك يؤدي إلى سوء أخلاق النشء، وفساد طباعهم لأنهم فقدوا حنان الأمومة الحقيقية ورعايتها وتربيتها، ولم تجن الأمة من جراء ذلك إلا الشر والضياع والانحلال والضعف، والحق أن أكرم شيء للمرأة أن تلزم بيتها وأن تقوم بحق زوجها وحق أولادها، فهذه المرأة هي العاملة الناجحة التي تؤدي لأمتها دورا جليلا لا يقوم به غيرها، وحسن قيام المرأة بهذه الواجبات يعدل ما للرجل من أعمال البر كالحج بعد الحج والجهاد والجمعة والجماعة، فهي تقوم بأقدس الأعمال وأشرفها وأنفعها، إذ توفر للرجل كل ما يعينه على أمور دينه ودنياه، وتربي للأمة الأجيال الصالحة، ومثل هذه المهمة جليلة وسامية، وهي تستغرق كل وقتها، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015