العدد 46 - سنن الفطرة

سنن الفطرة بين المحدثين والفقهاء

(الحلقة الثالثة)

لفضيلة الدكتور أحمد ريّان

أستاذ مساعد بكلية الحديث

الخصلة الثالثة عشرة: إعفاء اللحية:

واللحى: بكسر اللام وحكي ضمها بالقصر والمد - جمع لحية - بكسر اللام فقط.

وهي اسم لما ينبت من الشعر على الذقن والعارضتين [1] .

واللَّحيان: حائطا الفم، وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم من كل ذي لحي. ويقال التحى الرجل: صار ذا لحية وكرهه بعضهم، قال ابن سيده النسب إلى ذي اللحية: لحوي، ويقال رجل لحيان: إذا كان طويل اللحية [2] .

وقد جاء الأمر بإعفاء اللحية في أحاديث كثيرة صحيحة، منها ما جاء بلفظ الإعفاء كحديث ابن عمر عند البخاري: "انهكوا الشوارب واعفوا اللحى" [3] ، وعند مسلم "احفوا الشوارب واعفوا اللحى" [4] ، وحديثه أيضا عند مسلم بلفظ: "أنه أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية" [5] ،وكذلك حديث عائشة عند مسلم "عشر من الفطرة" ,منها: إعفاء اللحية [6] .

ةةة ة

كذلك قد جاء الأمر بالإعفاء في بعض الأحاديث بلفظ "أوفوا اللحى" كما هو عند مسلم من حديث ابن عمر [7] ، وبلفظ "وفروا اللحى" كما هو من حديثه عند البخاري [8] .

وقال النووي: "وكل هذه الروايات بمعنى واحد". وبيان ذلك:

أن الإعفاء معناه الترك، وترك التعرض للحية بقص أو حلق يترتب عليه تكثيرها فهو من إقامة السبب مقام المسبب.

وذهب البعض: إلى أنها بمعنى: وفروا وكثروا، وصوبه صاحب الفتح ومعنى أرخوا اللحى: يعني أطيلوها.

ومعنى أرجوا وأرجئوا: أي لا تحلقوا بل أخروا حلقها.

وأما معنى وفروا اللحى: فهو من التوفير، وهو الإبقاء، أي اتركوها وافرة.

أما رواية أوفوا: فمعناها: اتركوها وافية.

ما تحقق به سنة اللحية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015