وعندما شعرت بأن الفوضى تخيم على الاجتماع والرأي عندهم جاهز وهم إنما يستعدون لمساعدة بعضهم بعضا لتثبيت هذا الرأي الجاهز طلبت من الإمام، أمرين: الأمر الأول: ضبط الاجتماع إداريا بحيث لا يتكلم أحد إلا بعد أن يستأذن منه، الأمر الثاني: وهو ألا يقطع أحد حديث أخيه امتثالا للأدب النبوي وأمرا ثالثا: وهو ألا نخرج من نقطة النقاش إلى غيرها حتى تنتهي مناقشتها.
وبدأت المناقشة بعد ذلك تدور بنظام أحسن من ذي قبل وكأني بالقارئ يتطلع إلى موضوعات النقاش التي حصل فيها هذا الصراع وأقول: عد إلى مطلع الحديث عن جماعة المؤمن فالموضوعات هي التي ذكرت أنها بلغتني عنهم قبل أن ألتقي بهم.
موضوعات الحوار:
وخلاصة ما دار النقاش حوله ما يلي:
سألونا عن رأينا في البلاليين أهم مسلمون أم كفار وأخذوا يذكرون هم الأدلة على كفرهم، فكان الجواب أننا لم نختلط بهم كثيرا وعلمنا عن اليجا محمد أنه تبنى أفكارا يكفر معتقدها أما ابنه فبلغنا أنه بدأ بتصحيح أفكار أبيه لأتباعه ونرجو أن يستمر في هذا التصحيح وقد صارحناه بذلك عندما اجتمعنا به.
أما أتباعه فلا يحكم عليهم دون معرفة ما عندهم ومناقشتهم وتفهيمهم الحق، فلم يرقهم الجواب وأخذوا يتعاونون في ذكر مساوئ إمام البلاليين وبعض أفكاره التي لا تزال موجودة إلى الآن.
فقلت لهم: نحن يجب أن نجمع المعلومات عنهم من مصادرها ولا نحكم عليهم إلا بعد علم ما عندهم وذكرنا لهم الآية الكريمة {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} .