وقد أعطاني صورة من الخطاب، كما أعطاني صورة من رده على الطلبة الذين ألحوا عليه في أن ينضم لرابطتهم [4] .
الواقع أيد أصوات الإنذار:
بعد ذلك قلت للأخوين الحاضرين: لقد ارتفعت أصوات المنذرين من العلماء والكتاب من زمن طويل، وعند المسئولين علم ذلك وهناك محاولات للحد من الابتعاث إلا لضرورة ولكن الأمر يحتاج إلى سرعة البت فيه واتخاذ الوسائل اللازمة.
ولقد شاركت في الإنذار قبل عشر سنوات عندما كتبت بحثا تحت عنوان المسئولية في الإسلام [5] كان محوره الحديث الشريف: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، في مسئولية الأب عن أبنائه ومسئولية وزارة التربية والتعليم، وقد نشر البحث تباعا في مجلة الجامعة الإسلامية، والذي يتعلق بموضوع الابتعاث نشر في العدد الرابع من أعداد السنة الثالثة 1391هـ، والعدد الرابع من أعداد السنة الرابعة لعام 1391هـ أيضا وذكرت المضار التي تحصل من جراء الابتعاث، كما ذكرت وجهة نظري في الحل.
ولقد كانت تلك الأضرار واضحة في الشعوب الإسلامية، ولكنها تجسمت الآن أكثر وظهرت أضرارا أخرى غيرها.
وإذا استمرت الحال على ما هي عليه الآن فإن الخطر المتوقع لا يعلم مداه إلا الله سبحانه.
وما حوادث الانقلابات الدموية المتوالية في بعض الشعوب الإسلامية وما التقلبات السياسية السريعة، وما الفوضى وعدم الاستقرار واختلال الأمن، وما المناهج التعليمية المشوهة وما البرامج الإعلامية السيئة، إذاعية وتلفازية وصحفية وسينمائية وما كل بلاء وشر وغير ذلك مما لا يدخل تحت الحصر إلا ثمار طبيعية لهذه الجيوش الزاحفة إلى كراسي الحكم والإدارة والتوجيه الذين أغلبهم من المبتعثين إلى البلدان الأجنبية [6] .
فهل يذكر قومي ويفيقون قبل أن يندموا ولات ساعة مندم أم سيبقى الأمر كما هو عليه ويأتي الله بما يشاء؟.
أرجو أن تكون الأولى والله المستعان.