ولقد شكا الأخ تاج الدين من تأخر الرواتب من جهة ومن قلة الراتب بالنسبة للحالة الاقتصادية في البلاد من جهة أخرى.
فالراتب ثمانمائة دولار منه أجرة المنزل وتكاليف الكهرباء والهاتف والنقل والملابس، وهناك لا بد من التأمين الصحي وإلا فإن الفرد لا يقدر على تحمل مصاريف الاستشفاء إذا أصيب بمرض، وإني لأهيب بالمؤسسات الإسلامية المعنية بالدعوة أن تنظر في هذا الأمر وأن تراعي الحالة المعيشية في بلاد الغرب وفي اليابان أيضا وتحدد للداعية إلى الله ماهية تكفيه ولا تجعله يظهر أمام من يدعوهم محتاجا إليهم فإن ذلك يقلل من شأنه عندهم.
على الجانب الشرقي للمحيط الهادي:
وبعد جولة في المدينة عدنا إلى الفندق وعاد الأخ تاج الدين إلى منزله وفي صباح يوم الأربعاء 14/8/1398 هـ جاء الأخ تاج الدين مبكرا حسب طلبنا إذ رغبنا أن نذهب لنقف على ضفة المحيط الهادي الشرقية في غرب مدينة لوس أنجلس ولهذا المحيط في نفسي اشتياق لأراه من الضفتين الشرقية في غرب أمريكا والغربية في شرق اليابان ولأحلق فوقه بالطائرة أو أخوضه بالباخرة.
ذهبنا إلى المحيط الهادي ووقفنا على جانبه الشرقي ورأينا أمواجه الهادرة التي تثب كل واحدة على أختها بتتابع عجيب وكان اشتياقي لهذا المحيط وإعجابي به قديما منذ الصغر عندما كنت طالبا في معهد سامطة العلمي قبل ما يزيد عن ثلاث وعشرين سنة في دروس الجغرافيا التي لم تكفني الخريطة العالمية المسطحة، بل ذهبت إلى أستاذ الجغرافيا في منزله ليطلعني على صورة الكرة الأرضية التي لم يكن حينها يجرؤ على إحضارها في الفصل خشية من بعض المتشددين من الطلبة الذين لم يكونوا يرضون أن توصف الأرض بأنها كروية.