وبعد أن قطعنا مسافة صحا الجو وأخذت أنظر كعادتي إلى الأرض فرأيتها خضراء كما رأيتها كذلك من أنديانا إلى ديترويت، ثم من ديترويت إلى شيكاغو وبها أنهار جارية، إلا أنها في الجهة الغربية بدأت تظهر أرض جرداء يتخللها قطع بدأ استصلاحها، ورأيت آلات زراعية في كثير من الأماكن وبقربها قطع من الأراضي خضراء تحيط بها أراضي شاسعة غبراء، والظاهر أن الأمركيين عازمون على جعل بلادهم كلها مزرعة حتى تلك الأماكن القاحلة.

وكنت انظر إلى هذا الجد في العمل وأتمنى أن أرى في بلاد المسلمين التي بدأ العمل في قطع أشجار بساتيننا القديمة فضلا عن أراضيها الواسعة الصالحة للزراعة التي أهملت وكانت لو استطاعت ستدر أرزاقا على أهل البلاد وستصدر الزائد للبلاد المجاورة، مع وفرة المياه وخصوبة التربة في كثير منها، كالسودان ومصر وغيرها.

وقلت في نفسي: الإمكانيات المادية متوفرة في بعض بلداننا كالمملكة العربية السعودية ودول الخليج والإمكانيات البشرية متوفرة في بعضها كمصر، والأراضي الخصبة كالمياه ذات المياه المتدفقة متوفرة كذلك، كما في مصر والسودان والعراق وغيره، فلماذا لا يحصل تنسيق بين هذه البلدان لجعل أراضيها زراعية تكفي أهلها - على الأقل - وتغنيهم عن الاستيراد؟

وهل ترغبون في لحم الكلاب:

وعندما مرت المضيفة المختصة على الركاب لمعرفة ما يرغبون من الطعام أخذ زميلي يتفاهم معها وبين لها الأطعمة التي لا نرغبها ومنها: لحم الخنزير فقالت له: وهل ترغبون لحم الكلاب فرد عليها مستنكرا مبينا أنه لا فرق بين كلب وخنزير عندنا لأننا مسلمون فقلت للزميل: لعلها تمزح فقال بل هي جادة وهذه بطاقة الطعام مسجل عليها فيها من ضمن اللحوم لحم الكلاب.

وبعد أخذ ورد حصلنا على مطلوبنا، وكان السبب في ذلك أنه لم يتم التنبيه على الشركة في وقت مبكر بالنسبة للطعام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015