ودخل الشيطان بين الإخوة فتفخ في كل واحد منهم ليسد الباب أمام الصلح، بل زاد أمره حتى كذب بعض الخصوم على خصمه واتهمه بتهم كاذبة، إذ كتب خصوم عبد الغفور للمسؤولين في المملكة العربية السعودية - بسبب أنه مبعوث من قبل بعض مؤسساتها - بأن عبد الغفور يتعاون مع الشيوعيين ولعلهم اتهموه بأنه شيوعي هو نفسه، ويقال إن راتبه قد أوقف وشكلت لجنة لتقصي الحقيقة فوجدوا أن الدعوى كانت كاذبة باعتراف خصومه، وذكر الأخ عبد الغفور أن راتبه أعيد بعد ذلك.

الدرس الثاني:

وقد دخلنا مع كل من الطرفين في نقاش طويل نحن والأخ عمر الصوباني أما عبد الغفور فكنا معه باستمرار في سيارته، وفي الفندق وفي المسجد، لأنه هو الذي تولى مرافقتنا من أول وصولنا.

وأما فوزي مرعي فقد سهرنا معه ليلة كاملة، كما سيأتي الكلام عنها وبعد مغرب يوم السبت الموافق 3/8/1398هـ تم إلقاء الدرس الثاني وكان كله يدورحول جواب على سؤال بعض الحاضرين الذي وجهه على الوجه التالي: ما سبب عدم التزام المسلمين بواجبات دينهم، وترك ما حرم الله عليهم مع علمهم بذلك، ثم فتح المجال كالمعتاد لأسئلة أخرى للإجابة عليها شارك في بعضها زميلي الدكتور بيلو.

صلح المسلم رفض وحكم الكافر طلب:

وبعد صلاة العشاء من هذا اليوم جاءنا الأخ فوزي مرعي إلى الفندق واستمرت محاولتنا معه من أول ما دخل إلى أن صلينا الفجر ليرضى بالصلح بينه وبين عبد الغفور ولكن دون جدوى إذ صمم أنه لا صلح مع عبد الغفور إلا تسفيره من أمريكا، والرجل حاد الطبع سريع الغضب بطيء الفيء أيضا يطلق لسانه دون أن يفكر فيما يقول، فقد نال من خصمه مما لا يجوز له كما حرض عليه آخرين وأغراهم بالاتصال بنا شخصيا أو عن طريق الهاتف ليؤكدوا ذم عبد الغفور والشكوى منه، ظنا منهم أننا جئنا للتحقيق في القضية ونحن قد نفينا ذلك في المسجد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015