ولعل مرد ذلك إلى الغفلة الجاثمة على النفوس الآبقة غفلة عن الله والدار الآخرة التي جرت إلى الغفلة عن مصالح الناس حتى في أمور معاشهم وصدق الله القائل: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُم} .
هذا الأمر أردت الإلماح إليه في مطلع حديثي مع القراء الكرام لما له من أهمية بالغة في واقع الناسك ومستقبلهم ولعل الله يهدي قلوبنا ويصلح أعمالنا جميعا.
والكلمة الثانية فيما يخص هذه الجامعة فلعل من المفيد أن أنقل القارئ الكريم إلى رحابها ليعيش لحظات بين جنباتها لأنها مؤسسة تهمه باعتبارها جامعة لكل المسلمين كما قال صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء والرئيس الأعلى لهذه الجامعة وكما هو واقعها بالفعل.
إن للجامعة حاضرا هو ما تضمه من كلياتها الخمس ومعهد ثانوي ومعهد متوسط وشعبة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ودارين للحديث إحداهما بمكة المكرمة والثانية بالمدينة المنورة هذا إلى جانب قسم الدراسات العليا لكل التخصصات الموجودة في الكليات.
ويوجد فيها زيادة على ذلك المرافق المساندة كالمكتبة العامة والمكتبات الفرعية لكل وحدة والمطبعة المجهزة بأحدث ما وصل إليه علم الإنسان مما علمه الله إياه في هذا الفن، لطباعة الكتب والمراجع والدوريات إلى غير ذلك. وكذلك يوجد مجلس لشئون الدعوة، يهتم بكل ما يتصل بالدعوة إلى الله في حدود إمكاناته واختصاصاته المحددة في لائحته المقرة من المجلس الأعلى للجامعة؛ مما يهتم به توزيع الكتب لشتى أنحاء العالم وهناك مجلس علمي ملحق به مركز للبحث.
ويوجد أيضا عمادة لشئون الطلاب تهتم بخدمة الطالب والقيام على راحته، وعمادة لشئون القبول والتسجيل تبدأ مع الطالب أكاديميا من أول ورقة تقدم منه إلى آخر ورقة يأخذها من الجامعة.