أقوال الأئمة والعلماء في ذلك ثم عقد عنوانا للرد على صاحب المنار قال فيه: "والعجب من هذا الرجل الذي حمل لواء الدفاع عن الإسلام دهرا طويلا ضد خصومه والطاعنين عليه من أهل الأديان الأخرى ونافح مشكورا عن مذهب السلف في العقيدة وأحيا وجدد كثيرا مما درس من معاني الإسلام أقول العجب منه أن يسقط في هذه المسألة سقطة لا قاع لها ويلتوي في فهم الآيات والأحاديث التواء معيبا ويتأثر وهو من رجال الأثر بكلام أستاذه يعني محمد عبده في هذه المسألة السمعية ولكيلا نكون متجنين على الرجل.. ننقل هنا عباراته بنصها ثم نناقشه فيها"وبعد فراغه من مناقشته والرد عليه وعلى شيخه محمد عبده نقل جملة من رد الشيخ محمد حامد الفقي على شلتوت في إنكاره رفع عيسى حيا ونزوله من السماء ثم ذكر جملة من كلام الشيخ عبد الله ابن الصديق الغماري في الرد على شلتوت في ذلك أيضا.
ومن أسوأ ما نقله الشيخ محمد رشيد رضا عن شيخه محمد عبده وسكت عليه ولم يتعقبه قوله في تفسير المنار ج 3 ص 317: "وسئل عن المسيح الدجال وقتل عيسى له فقال: أن الدجال رمز للخرافات والدجال والقبائح التي تزول بتقرير الشريعة على وجهها والأخذ بأسرارها وحكمها وأن القرآن أعظم هاد إلى هذه الحكم والأسرار وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم مبينة لذلك فلا حاجة للبشر إلى إصلاح وراء الرجوع إلى ذلك"انتهى. أقول: ومادام أن الشيخ محمد رشيد رضا سقط هذه المسقطة السحيقة في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام فليس بمستغرب أن يسقط ويتردى في شأن المهدي.
16- ذكر الشيخ ابن محمود في ص 20: