لكم سعدت حقاً بأبناء العالم الإسلامي في هذه الجامعة، فرؤيتهم - بل وقضاء معظم الوقت بينهم - بديل عن وقت طويل طويلٍ يبلغ سنين عددا كنت أحتاجها كيما أقابل والتحم بهؤلاء الذين يمثلون دولاً إسلامية شتى؛ إذ كم من الوقت كنت سأقضيه لو أنني أردت أن أطوف بمائة دولة تضم مسلمين يتفاوتون كثرةً وقلةً، فضلاً عن أن أتحدث - على الأقل- إلى ممثل كل دولة منها، وأتعرف على مشاكلهم، وأقوم على حلها.
وأرجو أن يكون ذلك نعمة من الله يعينني على شكرها وشكر سائر نعمه.. كما أسأله تعالى أن يوفقني إلى تحقيق ما حُمِّلت لأبلغ بهذه الجامعة - بعون الله تعالى وقوته - أعظم ما ينفع المسلمين في أمور دينهم ودعوتهم، وإن أنسى فلن أنسى- بحول الله- قولة سيد المرسلين، وإمام الهدى إلى العالمين، صلوات الله وسلامه عليه إلى علي بن أبى طالب رضى الله عنه حين وجهه إلى خيبر لدكِّ معاقل الكفر فيها وفتحها: "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" (أخرجه البخاري ومسلم) .. فأسأل ربي أن يوفقني إلى أن يهدي بي من يشاء، إن ربي على ما يشاء قدير