ولما وصل بوتو وحزبه إلى حكم باكستان سنة 1392 هـ لم يستطع أن ينفذ ما كان ينادى به من جعل دستور الدولة اشتراكيا علمانيا رغم أكثريتة الساحقة، لأن الجماعة الإسلامية والهيئات الدينية الأخرى استنكرت مشروعة، وأبت إلا أن يكون الدستور متفقا مع قرار المبادئ، فرضخ هذا المتغطرس وحزبه لرغبة الشعب المسلم ووضع مادة تصرح بأن دين الدولة الإسلام، ومصدر التشريع فيها هو الإسلام.
بين المودودي والندوي:
كان الأستاذ السيد أبو الحسن الندوي قد ألف كتابا في نقد بعض آراء الأستاذ أبي الأعلى المودودي التي وردت في بعض كتبه وخاصة كتاب (المصطلحات الأربعة في القرآن) ، وقد طبع منذ سنوات باللغة الأردية في السند ثم طبعت ترجمته باللغة العربية باسم (التفسير السياسي للإسلام) في عام 1399 هـ ويقول السيد الندوى أن السيد المودودى قد كتب له في رسالته الأخيرة التي تلقاها منه حين وصله كتاب المذكور الذي جاءت فيه ملاحظاته عليه. كتب له مرحبا بهذه الملاحظات وشكره عليها، ودعاه إلى مراجعة سائر كتاباته ومؤلفاته، وإبداء الملاحظات عنها وقال: "إنني لا أستطيع أن أقول إني سأوافق عليها تماما، ولكني أدرسها وأتأمل فيها"وقال: "إنني لا أعتبر نفسي فوق مستوى النقد واختلاف وجهات النظر.."