وكانت هذه الفترة من تاريخ الهند تموج بأحداث خطيرة بعد الحرب العالمية الأولى وما تلاها من أحداث جسام في العالم الإسلامي، حيث كان الإنجليز يحكمون الهند حكما استعماريا غاشما، وكان المسلمون يتململون ويتألمون حين يجدون أبناءهم مجندين في الجيوش البريطانية التي كانت تتصدى لحرب إخوانهم المسلمين في الدولة العثمانية، مما كان له رد فعل شديد لدى المسلمين في الهند، فتنادى زعماؤهم إلى الدفاع عن الخلافة الإسلامية، وكان الإنجليز في الوقت نفسه يشجعون الهندوس ويؤيدون دعوتهم القومية، وبرز (غاندي) زعيما هندوسيا يقود الشعب الهندي للاستقلال، وكان قد نشأ في أحضان الإنجليز، فأظهروه زعيما خطيرا يعمل على إقامة دولة في الهند على أساس القومية العلمانية، ويحاول خداع مسلمي الهند ليسيروا في صفه باسم القومية والتحرير، ويطلب منهم تناسي تاريخ الهند الإسلامي الذي لم يكن فيه بزعمه غير الحروب والدمار، وأن الإسلام لم ينتشر إلا بالسيف، مستغلا قيام ملاحدة حزب الاتحاد والترقي في تركيا مصطفى كمال وأنصاره - بإلغاء الخلافة سنه 1342 هـ، فكان غاندي يصول ويجول ويدعو المسلمين في الهند إلى الانضواء تحت لواء القومية الهندوسية ونبذ دعوة الوحدة الإسلامية لإعادة الخلافة،..
وكان المودودي يسمع هذه الدعوة الفاجرة من غاندي فتثور نفسه ويغلي الإيمان في قلبه، ويكب على الكتب والمراجع ليرد افتراءات غاندي وغيره من أعداء الإسلام فألف كتابه الأول (الجهاد في سبيل الله) وطبع سنة 1347 هـ وسنه لم تتجاوز الخامسة والعشرون.
عمله في الصحافة: